responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 345

الله لفض الخلافات، وإيصال الناس إلى صميم الحق، وتوفير الرفاه لمن يؤمن منهم به.

والكتاب مظهر لرحمة الله، كما ماء السماء الذي يحيي به الله الأرض بعد موتها، ومن يسمع حق السمع يستدل بهذه النعمة على رحمة الله، فلا يضرب لله الأمثال الباطلة، بل يهتدي إلى أن لربه المثل الأعلى، أو ليس الله أودع في حياة الأنعام عبرة، كيف يسقي الله من بعض الأجهزة والأعضاء المودعة في بطونها المحتوية على فرث ودم، يسقينا لبنا خالصا هنيئا لمن يشربه؟!.

ومن رحمته إنه رزقنا من ثمرات النخيل وأنواع التمور، ومن ثمرات الكروم، وأنواع الأعناب ما نتخذ منه سكرا حلوا، ورزقا حسنا، إن هذه عبر أخرى وآية لقوم يعقلون.

وقد أوحى ربنا إلى النحل لكي تتخذ من الجبال بيوتا، وكذلك تبني بيوتا في الشجر، وفيما يبنيه الناس من العمارات المختلفة، ثم أمرها الله بأن تأكل من كل الثمرات، ثم تتحرك عبر السبل التي جعلها الله لها، فإذا ببطونها تصبح بإذن الله ينبوعا لشراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، وهكذا يصل المتفكرون إلى ما وراء هذه الظاهرة من آثار رحمة الله.

وتقلبات الحياة البشرية كيف أنه يخلقه الله ثم يميته، والبعض من الناس يطول عمره ويصل إلى وضع غير محمود، حتى لا يعلم بعد علم شيئا.

وهكذا فضل الله بالناس بعضا على بعض فيما رزقهم إياه بحكمته، فلا يستطيع ذوي الفضل أن يعطوا رزقهم لمن هو دونهم، ويملكونهم حتى يصبحوا سواء، ولكن مع كل ذلك نجدهم يكفرون بنعمة الله، ويتخذون من الرزق وسيلة للاستعلاء.

وهكذا جعل الله للناس أزواجا من أنفسهم، ورزقهم الذرية والأولاد، ورزقهم من الطيبات، ومع ذلك يتركون نعمة الله ويؤمنون بالباطل المتجسد في الشركاء من دون الله، الذي لا يملكون شيئا من الرزق من السماوات والأرض، ولا يستطيعون شيئا.

كل هذه الآيات وغيرها تدل على أن لله المثل الأعلى، ولا يجوز لنا أن نقيس ربنا بخلقه، ونضرب له الأمثال الباطلة، فان الله يعلم الحق ونحن لا نعلم، ولا يجوز أن يحكم الجاهل على العالم سبحانه!.

بينات من الآيات

الكتاب ميزان الحق‌

[64] كما أن للحق مقياسا ثابتاً يتجلى في اليوم الآخر على شكل جزاء، فلا تختلط هنالك الشهوات بالعلم، ولا الخرافات المزيفة للنفس بالحق، كذلك في الدنيا أنزل الله كتابا ينطق‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست