responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 340

مسودا لزيادة الغضب الذي يكظمه، وتراه يتخفى عن الناس، وهو متردد هل يخفي ابنته في التراب أم يبقي عليها على ذلة وهوان؟.

وساء ما يصفون به ربهم. إنهم لإفتقارهم إلى مقياس الحق، وذلك بسبب كفرهم بالآخرة، يتخذون أسوأ القدوات لأنفسهم.

فدعهم في غيهم- بالرغم من نسبتهم السيئة لله- فإن الله لو أخذ الناس كلما ظلموا أنفسهم، لما ترك عليها من دابة، ولكنه- ولحكمة- يؤخرهم إلى أجل مسمى، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

وتراهم يصفون ربهم بما يكرهون لأنفسهم، ويزعمون أن لهم الحسنى بينما ليس لهم إلا النار، وأنهم مجموعون إليها، وهذا ليس خاصا بهم، فلقد بعث الله الأنبياء بهذه الرسالة للناس، فزين لهم الشيطان أعمالهم، وهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم.

بينات من الآيات

الشرك عبودية وذل‌

[56] الشرك عبودية وتقيد، وفقدان لإستقلال البشر وحريته أمام قوى الطبيعة أو القوى الاجتماعية، ويتجسد الشرك في الأغلال التي يضعها الإنسان لنفسه باسم الأنظمة والقوانين ويقيد بها حياته، وعادة ما يقدس البشر هذه الأنظمة.

وبكلمة: الشرك هو تنازل طوعي عن رزق الله لمصلحة الطبيعة أو لمصلحة مراكز القوى‌ (وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ) من الأصنام، ورؤساء القبائل، وقادة التجمعات غير الربانية، وقوى التسلط، وكلما لا يعلم الإنسان أن الله أمر باتباعها، وأن في اتباعها مصلحة الإنسان الحقيقية، يجعل المشركون لهؤلاء ..

(نَصِيباً مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ) أي: جزءاً من نعم الله، وذلك بسبب جهلهم بواقع الأصنام الحجرية والبشرية، و إنها لا تملك لهم شيئا، والله لا يرضى أن يتنازل البشر عن حريته وكرامته وعن حقوقه شيئا، لأنه هو الذي رزقه له لا لغيره‌ (تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ).

[57] للحياة مثلان، وفيها خطان، الأول: مثل القيم السامية الكريمة، وخط القوة والعلم والحرية، والثاني: مثل الشهوات والأهواء، وخط الضعف والجهل والعبودية.

والمشرك يجعل نفسه محور عقيدته، فيقيس العالم كله بما يشتهيه ويهواه، وتنقلب عنده‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست