responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 334

ولماذا يمكرون السيئات؟ لماذا لا يعبدون ربهم؟ أو لا يرون إلى خلق الله أنى نظروا كيف يتحول ظلاله عن اليمين إلى الشمائل، وكل هذا الخلق يسجدون لله خاضعين، بلى، كل ما في السماء وكل ما في الأرض يسجد لله، من الأحياء والملائكة، دون أن يستكبروا شيئا، وهم يخافون ربهم أن يأتيهم عذابه من فوقهم، ولذلك يطيعون الله في كل ما يأمرهم به.

أما الناس فبعضهم يتخذون الشركاء من دون الله، بينما أمرهم الله الا يعبدوا الهين اثنين، لأنه لا اله إلا الله إلها واحدا، ينبغي أن يرهب جانبه، وأن لله كل شي‌ء في السماوات والأرض، وله الحاكمية الواجبة، فلماذا يحذرون غير الله فيعبدونه؟! بينما النعم منه وعند النعم يستغيثون إليه، ولكنهم إذا كشف الضر عنهم يشركون بالله، كافرين بما آتاهم الله من خير ومن كشف الضر، فدعهم إذا يتمتعون فسوف يعلمون غدا مصيرهم المحتوم.

بينات من الآيات

الحاكمية الإلهية

[45] الله هو الحاكم، وله الدين الواجب، أما الذين يشرعون لأنفسهم الأنظمة الباطلة، ويبتدعونها بقوة خيالهم، من أجل الوصول إلى أهدافهم السيئة التي يخططون للوصول إليها تخطيطا واعيا، فإنهم لا يأمنون عذاب الله.

(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ) أي مكروا مكراً يعملون به السيئات، فالهدف كان شيئا، ولكنهم استخدموا حيلتهم الشيطانية للوصول إليها، فهم أكثر ذنبا ممن يعمل السيئات مخطأ أو حسب الصدفة، فهل أمن هؤلاء مكر الله؟ مثلًا (أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) من فوقهم أو من أطرافهم.

يقول العلامة الطباطبائي: (هذه الآية والآيتان بعدها إنذار وتهديد للمشركين، وهم الذين يعبدون غير الله سبحانه، ويشرعون لأنفسهم سننا يستنون بها في الحياة، فما يعملون من الأعمال مستقلين فيها بأنفسهم، معرضين عن شرائع الله النازلة من طريق النبوة، استنادا إلى حجج داحضة (واهية) اختلقوها لأنفسهم، كلها سيئات.

وأضاف قائلا: السيئات مفعول مكروا بتضمينه معنى عملوا: أي عملوا السيئات ماكرين) [1].


[1] تفسير الميزان: ج 12 ص 262.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست