responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 312

كما هو الأقرب إلى أصل معنى الشجر وهو ظهور الشي‌ء أو اختلاطه ببعضه.

(فِيهِ تُسِيمُونَ) الكلمة مأخوذة من الأسامة، وهي الرعي يقال أسمت الإبل أي رعيتها. وقال بعض المفسرين إن الآية: (تدل على ماء الشرب إنما هو من السماء فقط). وهو كذلك واقعاً.

[11] والماء الواحد يهبط على الأرض الواحدة، فإذا بها تنبت به ألوانا مفيدة من الثمرات‌ (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ) وأكثر طعام البشرية من الحنطة والحبوب والخضراوات وبالتالي من الزرع‌ (وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ) وهي الثمرات الأكثر نفعا للجسم البشري، والأكثر انتشارا في مختلف الأقاليم‌ (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ)، يوفر الله لكل أرض ما يناسبها، ويناسب حاجة أهلها، ففي ثمرة كل أرض المواد الأشد ضرورة بالنسبة إلى سكان تلك الأرض‌ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

مراحل العلم وهدف الأنعام‌

[12] تختم هذه الآيات بالكلمات التالية (يَتَفَكَّرُونَ- يَعْقِلُونَ- يَذَّكَّرُونَ- وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ- تَهْتَدُونَ) فما هي العلاقة بينها؟ ولماذا جاءت متدرجة. علما بأن التدبر في نهايات الآيات يفهمنا معاني الآيات ولربما أعطانا علما جديدا؟ يبدو أن مراحل تكون العلم عند الإنسان هي التالية

ألف‌: مرحلة جمع الحوادث وربطها ببعضها والتعرف على علاقتها الثابتة ببعضها، والحصول منها- بالتالي- على قانون عام يحكمها، وهذا يحصل عن طريق التفكر، لأن التفكر- حسبما يبدو لي- هو تقليب المعلومات وخلطها وإعادة فرزها جاء في المنجد (الفكر جمعه أفكار: تردد الخاطر بالتأمل والتدبر بطلب المعاني).

والآية الماضية ربطت الحوادث الظاهرة (هطول الأمطار، واخضرار الأرض واختلاف الثمرات) ببعضها، وجعلتها جميعا آية الخلق عن طريق التفكر، فقال ربنا (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) لأنه بسبب تقليب المعلومات نحصل على أنها آية الله.

باء: مرحلة تخزين التجارب والاستفادة منها في فهم الحوادث الجديدة، ويبدو أن هذه العملية تسمى بالعقل- حسبما تدل عليه الكلمة- إذ أن أصل العقل مستوحى من العقال، وهو الذي يحفظ الناقة، وجاء في الحديث

(العَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ)[1].


[1] غرر الحكم: حكمة: 10140.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست