responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 311

لله، ونترك الشركاء من دونه.

أخذ السياق- بعدئذ- يتدرج عبر سائر النعم الأقرب منها إلينا فالأقرب. فذكرنا بالمنافع التي جعلها في المطر. وتغيير الأنواء واختلاف الليل والنهار. وما فيها من منافع ونتساءل من الذي أنزل المطر من السماء فأخرج المراعي والثمرات ووفر الماء للشرب؟.

ومن الذي أنبت في الأرض زرعا بماء السماء، وأنبت أشجار الزيتون والنخيل و الأعناب وألوانا من الثمرات الأخرى؟.

إنه الله، ولكن المتفكرين من الناس هم الذين يهتدون بهذه الآيات وسخر الليل والنهار للإنسان، وسخر الشمس والقمر كما سخر النجوم. كل تجري في فلك. إن هذه الآيات ينتفع بها من ينتفع بعقله، وهيأ في الأرض للبشر ألوان المنافع، فمن تذكر اهتدى بهذه الآيات إلى الله. خالقها ومدبرها.

وجعل الله البحر بحيث يستفيد منه الإنسان لحما طريا، كما أودع في قاعه أنواع الزينة، وهيأه للسفن التي تمخر فيه، كل ذلك لكي يسعى الإنسان من أجل رزقه ثم يشكر الله عليه.

وإذا خرجت إلى البر رأيت الجبال التي تقوم بدور المراسي‌ [1] تحافظ على تعادل الأرض وتمنع ميلانها، و أودع فيها مخازن المياه التي تتفجر أنهارا، كما جعل فيها طرقا يسلكها البشر ويهتدي فيها بعلمه، ولعله يهتدي إلى ربه بذلك العلم.

والله سبحانه أودع في السماء علامات يهتدي بها البشر، ووراء كل آية حقيقة، ووراء آيات الكون حقيقة الألوهية، فهل الذي يخلق كمن لا يخلق، لماذا لا نتذكر؟!.

كل تلك النعم- التي لو عديتها لما أحصيتها- شاهدة على أن الله غفور رحيم بعباده.

بينات من الآيات

[10] الله الذي قدر الكون بحيث أنزل لكم ومن أجل استمرار معاشكم ماء من السماء تشربون منه، كما ينبت لكم الله به مراع لأنعامكم، ولولا المطر من أين تأكل الأنعام؟!.

(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ) قال الأزهري: (الشجر ما ينبت من الأرض، قام على ساقٍ أو لم يقم) [2]. وهذا الرأي أقرب إلى السياق هنا،


[1] المراسي: جمع مِرساة بمعنى انجر السفينة الذي تقف به في البحر.

[2] مجمع البيان: ج 6، ص 141.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست