responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 294

الأخرى التي لم يحصل عليها، ويحزن عليها.

ثانياً: قد يدعوه ذلك الحزن إلى محاولة إكراههم على الإيمان بصورة أو بأخرى مما يتنافى وسنة الاختيار، وقد يتم ذلك عن طريق التنازل عن بعض أركان الدين كما فعلت الكنيسة في بعض عصورها فحرفت تعاليم السماء رغبة في توسيع رقعة نفوذها والحصول على المزيد من الأتباع.

(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) إشارة إلى الرفق بهم، والاهتمام بشؤونهم: (والأصل فيه أن الطائر إذا أراد أن يضم إليه أفراخه بسط جناحه عليها ثم خفضه لها) [1].

التجزيئيون في الميزان‌

[89] وبقدر ما يهتم الرسول بالمؤمنين يذر الكفار لشؤونهم، ويكتفي بإنذارهم لأن الإيمان أو الكفر لا بد أن يكونا بحرية الفرد التامة (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ).

[90] وينذر الرسول كل الناس، بعذاب شديد لو تركوا القرآن أو قسموه أقساما، فتركوا جزء منه ذلك الذي يخالف هواهم‌ (كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) أن أنزل العذاب عليهم.

[91] أما المقتسمون فهم الذين فرقوا دينهم وهم (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) عضين جمع عضة، وأصلها عضوة فنقضت الواو ولذلك جمعت عضين، مأخوذ من الأعضاء، يقال: عضيت الشي‌ء أي فرقته وبعضته.

والسؤال: من هم هؤلاء؟.

قال بعضهم: إنهم اليهود والنصارى قبل الإسلام الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، كل حزب بما لديهم فرحون، والمراد من القرآن هو كتاب الله.

بينما قال البعض: إن طائفة من قريش قسموا القرآن فقالوا: هذا سحر- هذا كذب- هذا شعر، وكانوا ينتشرون في شعاب مكة يضلون الناس عن القرآن، فعذبهم الله، وأهلكهم جميعا.

ويبدو أن التفسير الأول أقرب، بالرغم من أن القرآن مثله كمثل الشمس يجري في عهد


[1] تفسير الميزان: ج 12 ص 192.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست