responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 290

أصحاب الأيكة تحت الغمام‌

[78] هناك شاهد تاريخي آخر نجده في أصحاب الأيكة الذين اتاهم الله حقولا مزروعة فظلموا أنفسهم‌ (وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ).

[79] وأصبح ظلمهم ظلمات عليهم، فعاقبهم الله بالحر سبعة أيام ثم جاءت سحابة استظلوا بها يلتمسون البرد فيها، فلما تجمعوا تحولت إلى صاعقة أحرقتهم جميعا (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ) وبقيت لنا عبرتهم وعبرة قوم لوط، ألا وهي: إن تدبير الحياة يتم مرة بالرحمة ومرة بالانتقام فلا ينبغي الركون إلى النعمة، إنما يجب الحذر باستمرار من يوم الانتقام وها هي قصص قوم لوط وأصحاب الأيكة ظاهرة، وآثارها قائمة في طريق واضح يؤمه الناس‌ (وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ) ويبدو أن معناه: إن قوم لوط وأصحاب الأيكة كانا مع إمام واضح، من رسول وكتاب، فلم نعذبهما من دون إنذار مسبق.

أصحاب الحجر الأمن الحجري‌

[80] وشاهد ثالث من واقع أصحاب الحجر وهم ثمود الذين كذبوا أخاهم صالحا وكذبوا من ورائه كل الرسالات والرسل. إذ لا ينفع الإيمان برسول مضى والكفر بهذا الرسول‌ (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) وحِجْر اسم مدينتهم.

[81] ولقد وفر الله لهم سبل الهداية ولكنهم أعرضوا عنها عمدا (وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ).

[82] كل ذلك ثقة بحضارتهم وبالمتعة التي شعروا بها في ظل البيوت الصخرية العالية التي نحتوها من الجبال‌ (وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ).

[83] ولكن الصيحة العالية التي أخذتهم كشفت عن مدى خطئهم، وإن البيوت لا تعوض عن القيم، كما أن القوة لا تحمي الشخص عن انتقام الحق‌ (فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ).

[84] (فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) فهل استطاعت مكاسبهم المادية أن تمنع عنهم العذاب الذي لحقهم بسبب كفرهم بالحق وبالقيم الإلهية؟!.

إذن مقياس الأمن ليس القوة بل الحق لأن بناء السماوات قائم على أساس الحق حسبما يأتي في الدرس القادم إن شاء الله.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست