responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 289

واحد ولكن عند الحلف يستخدم عَمْر بالفتح.

[73] عندما لم يبق أمام لوط عليه السلام أي حل، ركن إلى الله ذلك الركن الشديد فكشفت الملائكة عن حقيقتهم له، وطمأنوا لوطا عليه السلام بأنهم لن يصلوا إليه، وجرى بينهم وبين لوط عليه السلام الحوار الذي بينه السياق.

(فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ) عند الصباح، حين لم يستطيعوا أن يردوا عن أنفسهم البأس.

[74] وقلب الله مدينتهم على رأسهم‌ (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) والسجيل: حجارة وطين، وقال أبو عبيدة: هو الحجارة الشديدة [1].

[75] وها هي بلادهم مهدمة، فمن يعتبر منها؟ بالطبع ليس كل الناس بل المتوسمون منهم فقط الذين يكتشفون الحقائق من خلال سماتها وعلائمها (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) أما الذين يجمدون على ظواهر الأمور، وينظرون إلى ركام الصخور دون أن يتفكروا أنها كانت في يوم بيوتا معمورة فما الذي جعلها هكذا، فهم لا يعتبرون من قصص قوم لوط.

[76] (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) قال الطبرسي: (معناه إن مدينة لوط بطريق يسلكها الناس في حوائجهم، فينظرون إلى آثارها ويعتبرون بها لأن الآثار التي يستدل بها مقيمة ثابتة بها وهي مدينة سدوم) [2].

ويبدو أن ضمير (وَإِنَّهَا) يعود إلى الآيات، فمعناها إذن: أن الآيات قد وضعت معالم على طريق ثابت، وثبات الطريق وضوحها، ولذلك جاء في الحديث المأثور عن أهل البيت

(وَالسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ) [3].

[77] ولكن لا يسلك هذا الطريق إلا المؤمنون، وهم من المتوسمين حقا لأن الإيمان بصيرة المرء، من خلالها ينظر إلى الحقائق الظاهرة فيؤمن بما ورائها من حقائق واقعية (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ).

ومن هنا جاء في الحديث

(اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله)[4].


[1] مجمع البيان: ج 5 ص 183.

[2] مجمع البيان: ج 6 ص 444.

[3] الكافي: ج 1 ص 218.

[4] الكافي: ج 1 ص 218.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست