responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 279

(قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) ونستوحي من هذه الآية: إن طينة الإنسان لم تكن مقدسة تستدعي السجود من قبل الملائكة بل إن كرامته من الله، وبقدر طاعته لله لأن طينته كانت من طين يابس متخذ من طين متعفن، وقد نفرت منه بعض قوى الطبيعة لزعمها أنها أفضل منها.

[34] ولأن التمرد على الله، ومخالفة الحق شذوذ في برنامج الحياة وليس جزءاً مقدرا منه، أو جانبا مقضيا، فقد طرد ربنا إبليس من مقام الإرادة والتوجيه، وأبعده أيضا عن مقام الطبيعة المأمورة، ورجمه باللعنة فهبط إبليس بذلك ثلاث درجات

الأولى‌: حين قال له الله (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا) أي من مقام الملائكة حسبما يهدي إليه السياق، وقالوا من الجنة أو من السماء أو من الأرض، ولأن مقام الملائكة هو مقام الأمر حيث أنهم ينفذون أوامر الله على الطبيعة فهم وسائط أمره عز وجل فلذلك كان إخراج إبليس من ذلك المقام الذي هو السماء بالنسبة إلينا (السماء مصدر الأمر في القرآن) اللعنة الاولى.

الثانية: حيث أسقطه الرب عن مقام سائر ما في الطبيعة مما إستسلمت لأوامر الله طوعا فأصبح رجيما وقال له الله (فَإِنَّكَ رَجِيمٌ).

ونستوحي من الآية- مرة ثانية- إن العصيان شذوذ في الطبيعة لا قاعدة.

[35] الثالثة: حين كتب عليه الرب اللعنة فأصبحت الطبيعة ضده وقال تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) واللعنة هي الإبعاد من رحمة الله، ويوم الدين هو يوم الجزاء.

المرحلة الأخيرة

[36] وانتهت المرحلة الثانية من قصة الخليقة، وبقيت المرحلة الأخيرة التي هي عبرتها، وما يلتصق بحياتنا أكثر فأكثر، ذلك إن إبليس طلب من الله فرصة إلى يوم البعث، فأعطاه الله فرصة معينة إلى يوم معلوم، قد يكون قبل يوم البعث أو هو يوم البعث ذاته.

(قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وهنا كشف القرآن عن فلسفة المسافة الزمنية التي تفصل بين الجزاء وبين العمل في الدنيا.

[37] (قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنْظَرِينَ) والبشر بدوره يعطى مهلة إلى أجل محدود.

[38] وينتهي الأجل إلى وقت معلوم عند الله. مجهول عند صاحبه‌ (إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ)

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست