responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 278

إنه سوف يخلق بشرا (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) وعرف الملائكة طبيعة هذا الخلق كما جاء في سورة البقرة. إنه ما دام من الطين فلا بد أن يفسد في الأرض.

المرحلة الثانية

[29] ولكن الله أنبأهم أن له طبيعة أخرى يستحق بها السجود والخضوع تلك هي روحه الإلهية (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) ويبدو أن التسوية هي تكامل جميع الأعضاء، وتعادل الغرائز وهذه مرحلة تسبق مرحلة بث الروح.

[30] أما الملائكة التي هي الأرواح المطيعة لربها، المكلفة بتسيير الخليقة حسبما يأمرها جبارها، فإنها سجدت لآدم لمكان الروح التي نفخت فيه من الله‌ (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ).

وكما استوحينا من آية في سورة البقرة [1]: إن الملائكة ترمز إلى قوى الطبيعة التي سخرت للبشر، بينما بقيت قوة في الطبيعة وهي قوة نفس الإنسان (الأمارة بالسوء) الموكل بها إبليس.

[31] لذلك لم ينضم إبليس إلى مجموعة الساجدين متعمدا وعن سبق إصرار (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ).

[32] لم يرضَ الرب بذلك، بل نهره قائلا (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ).

فقوى الشر ليست ضمن برنامج السماء، ولا هي مقضية من قبل الرب على البشر إنما هي شذوذ عن سنة الله، وتمرد مؤقت على إرادته، ولذلك ينبغي ألا يستسلم لها البشر ولا يعترف بشرعيتها، ويناضل ضدها أبدا حتى ينتصر عليها بإذن الله.

[33] وتعليل إبليس كان أسوأ من عمله. إذ زعم أنه أفضل من آدم، وأخطأ مرتين

الأولى: حين أعتقد أن ابن النار أفضل من ابن التراب، وأعتقد أن أفضلية المخلوق هي بأصله، لا بعلمه وبفوائده.

الثانية: حين تمرد على أوامر الله، اعتمادا على هذا الزعم، فحتى لو كان أفضل من آدم- جدلا- فإن سجوده بأمر الله ليس سجودا لآدم- في الواقع- بل لمن أمره وهو الله. إن طاعتك مثلا للنبي أو الإمام ليست طاعة له في الواقع بل لله، وإن تسليمك لأوامر قيادتك الإلهية ليس تسليما لبشر، بل لمن أمرك بذلك.


[1] راجع تفسير الآية 34 من سورة البقرة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست