responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 26

إماماً ورحمة.

ثانياً: الكافرون الذين تشتتوا أحزابا مختلفين، والنار موعدهم ومصيرهم فهل يبقى شك في أن الحق هو الذي يؤمن به المؤمنون، بيد أن أكثر الناس لا يؤمنون!.

وبينما المؤمنون هم على بينة من ربهم، ترى الكافرين يفترون على الله الكذب ظلما لأنفسهم، وغدا يعرضون على ربهم ليشهد عليهم الشهداء ويميزوهم، ويقولوا: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، وهؤلاء هم الظالمون، ألا لعنة الله على الظالمين.

ومن صفاتهم أنهم يصدون عن سبيل الله، ويريدونها منحرفة مثل مجتمعهم الزائغ ونفوسهم المعقدة، ويكفرون بالآخرة، ولكن أين يهربون، وهل يقدرون على الخلاص من عذاب الله، وهل هناك من ينصرهم ويمنع عنهم جزاء ربهم؟ كلا .. بل يضاعف لهم العذاب بقدر قدراتهم السمعية والبصرية التي لم يستفيدوا منها للهداية، والواقع أنهم خسروا أنفسهم، وما خولهم ربهم من طاقات وإمكانات، وأما مفترياتهم وأكاذيبهم فقد تبخرت ولابد بالتالي أن يكونوا هم الأخسرين في يوم القيامة لأنهم لا شي‌ء يملكون. اللهم إلا جبالا من الذنوب!.

بينات من الآيات

ومنهم من يؤمن به ومنهم من يكفر

[17] أي الناس أفضل حياة، وأرقى هدى: النموذج الإيماني أم الكافر؟.

قبل أن تختار طريقا انظر إلى مجمل حياة الذين سلكوه، فهناك المؤمن الذي يسير في طريق واضح المعالم بَيِّن الجوانب، أقام الله الحجة عليه، فهو واثق من طريقه، عالم به .. (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ)، وهناك شاهد قد اكتملت شخصيته الإيمانية بوحي الله وهو الرسول أو الإمام يتبعه، يشهد له بصحة طريقه، ويديره ويوجهه حتى لايضل ولا يغوى، وهذا الشاهد هو من عند الله، مبارك بالله، مؤيد بنصره، مسدد بنوره‌ (وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ).

وأكثر من هذا إن هذا الخط قديم قدم الإنسان وقد جربته البشرية عبر العصور، وكان أروع مثال للفلاح. وقد جاء في حديث عن أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الحَلَّالِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الحَسَنِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ) فَقَالَ: أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام

(الشَّاهِدُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه واله وَرَسُولُ الله صلى الله عليه والهعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ)[1].


[1] الكافي: ج 1 ص 181.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست