responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 211

اليأس من الإصلاح‌

(أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) منع الله الآيات عنهم ليس سببا لضلالتهم، بل لأن الله لم يهدهم، فإن الله لا يهدي إلا من ينيب.

واليأس هنا له معاني، فمن معانيه العلم، أي (أفلم يعلم الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً)، وهي: (لغة هوازن) [1]، وقال بعضهم: (إن اليأس معناه القنوط) [2] وشُرِّبَ معنى العلم فيكون المعنى: (افلم يعلم الذين آمنوا ان الله لم يشأ هدايتهم ولو يشاء لهدى الناس جميعا)، وقال بعضهم: (إن هناك باء محذوفة في (أن) و (اليأس) على معناه المعروف، فيكون تقدير الكلام: (أفلم ييأس الذين آمنوا بأن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً).

وفي الحقيقة فإن هناك جامعا مشتركا لهذه الحقائق الثلاث، فمن جهة يجب أن ييأسوا من اهتداء هؤلاء، ويعلموا بأن هؤلاء لن يهتدوا، وبالتالي يجب أن يعلموا بأن الله لو يشاء لهدى الناس جميعا، فالمعنى واحد.

(وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ) قوله تعالى (وَلا يَزَالُ) تفيد الاستمرارية، وربما تعبر هذه الكلمة عن أمرين

أولًا: تضمين معنى السنة الدائمة.

ثانياً: إن الإنسان هو الذي يصنع مصيره بنفسه، فالعذاب هو نتيجة ما اقترفت اليدان من الذنوب، والقارعة هي الكارثة.

فهذه الكوارث الإلهية تصب ولا تزال تصب على رؤوس الكافرين‌ (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ). فمكة مثلًا لم تكن تصاب بالحروب أو بالزلازل، بل تنزل هذه المصائب فيما حولها، ولكن لم يتعظ الكافرون.

(حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ) هذه القوارع ما هي إلا إرهاصات يصبها الله عاجلا على الكافرين، أما القارعة الحقيقية فهي في الآخرة (الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ) [القارعة: 1- 5].


[1] تفسير الثعالبي: ج 3 ص 370، التبيان: ج 6 ص 254.

[2] التبيان: ج 6 ص 254.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست