وقد تظافرت النصوص بحيث لا تقبل الشك لكثرتها وتواترها لنؤكد على: أن
ما أمر الله به أن يوصل هم أهل البيت، ولكن لا يعني أن الآيات لا تنطبق على كل رحم
كما جاء في الحديث عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)
فقال
(وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) خشية الله
هي الضمان الحقيقي من الانحراف كما قال (فَلا تَخْشَوْهُمْ
وَاخْشَوْنِي) (البقرة: 150). والخشية من الله هي الخوف من أن يصب علينا عذابه،
ويأخذنا على حين غرة، وقبل أن نبادر بالأعمال.
الصفة الخامسة الخوف من سوء الحساب
(وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) يبدو أن
الفرق بين الخشية والخوف، أن الخوف أقل من الخشية كما قال العلامة الطباطبائي:
(والظاهر أن الفرق بين الخشية والخوف، أن الخشية تأثر القلب من إقبال الشر أو ما
في حكمه، والخوف هو التاثر عملا بمعنى الإقدام على تهيئة ما يتقى به المحذور وإن
لم يتأثر به القلب، ولذا قال سبحانه في أنبيائه (وَلا
يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ) (الاحزاب: 39). فنفى عنهم
الخشية عن غيره، وقد أثبت الخوف لهم عن غيره في مواضع من كلامه كقوله
(فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) (طه: 67).
وقوله (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ
عَلَى سَوَاءٍ) (الانفال: 58).) [3].
وسوء الحساب هو: أن لا تقبل حسناتهم، بل يؤخذون بسيئاتهم، وقد جاء في
معنى سوء الحساب أنه: هو الاستقصاء والمداقة، وسمي سوء الحساب لهوله وشدته كما جاء
في الحديث