الموقف الأول: هو الموقف المعترف بالحق الكامل
المتجسد في القرآن.
الموقف الثاني: هو المتعامي عن القرآن الحق،
فالقرآن حق به يبصر قوم ويعمى آخرون، والقرآن لا يتأثر بعمى قوم وإبصار آخرين، لأن
القرآن حق ثابت، ونحن الذين نتطور بالقرآن، و السؤال
من الذي يهديه الله الى القرآن؟.
الجواب (إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) لماذا خص من يستفيد من القرآن بأصحاب
العقول؟ لأنه لا يعرف القرآن ولا يستفيد منه إلا من نمى عقله وأخضع سلوكه لعقله،
وتجاوز هواه وشهواته، وجدير بالقرآن أن يفهمه مثل هؤلاء الرجال وهم أولوا العقول.
ما هي صفات أولى الالباب واصحاب العقول الذين ضبطوا أنفسهم ضمن إطار
العقل؟.
الصفة الأولى الوفاء بالعهد
[20] (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ)
عهد الله على الانسان في عالم الذر عندما قال (وَإِذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ
عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا
إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا
بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الاعراف: 172- 173].
وجاء في القرآن قوله (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا
بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)
وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) [يس: 60-
61].
عهد الله هو طاعته وتجنب معصيته، فبعد الإلتزام بعهد الله سبحانه على
الإنسان بالطاعة، تأتي بقية الصفات.