responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 183

كَمَا يُجَاوِرُ الْقَوْمُ الْقَوْمَ وَ لَيْسُوا مِنْهُمْ) [1].

(وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ) كما إن اختلاف الأرض المتجاورة آية لله تدل عليه، فالجنان والخمائل الغناء من الأعناب والزروع المختلفة والنخيل آيات أخرى، والعجيب أن بعض هذه النخيل اثنتين تخرج من أصل واحد، والأعجب هو اختلاف ثمار الأشجار علما بأنها تستقي من ماء واحد، وتستمد الغذاء من أرض واحدة، وإن الشجرة تنبت نوعا واحدا مهما وضعتها في تربة مختلفة أو في جو مختلف.

(وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ) لم يقل: (إنها تتفاضل على بعضها) وإنما قال (وَنُفَضِّلُ) أي أن الله هو الذي أعطى لكل ثمرة خاصية في الطعم واللون والشكل والمنفعة، وما اختلاف الطعم إلا دلالة على اختلاف المواد والفوائد، وما اختلاف المواد والفوائد إلا دليل على حكمة ربانية، فجسمك يحتاج إلى نسبة معينة من الحديد، لذلك تجدها في بعض الخضروات، وكذلك بالنسبة إلى أنواع الفيتامين والسكريات وغيرها .. علما بأن مقدار ما يحتاجه جسمك موجود في فاكهة معينة أو ليس هذا دليل على وجود تدبير موحد بين حاجة الجسم ونسبة هذه الحاجة في هذه الثمرة، ثم أليس يدل على أن رب الثمرة وخالقها هو خالقك؟

(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) العقل هو الاستيعاب، وقد أكد عليه هنا بينما في المرة السابقة قال (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فهاتان الآيتان تقودنا إلى فكرة وهي: أن التفكير بداية العقل والعقل هو طريق الهداية.

لماذا الكفر بالبعث؟

[5] (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) إذا كنت تعجب من شي‌ء فهناك شي‌ء أعجب وهو قول الكفار بإنكار البعث بعد الموت، ولكن هل أن الموت نهاية كل شي‌ء؟.

في الحقيقة إن العقل يقضي بأن يكون هناك يوم يحاسب فيه كل إنسان، ويرجع ليقف أمام ظالم فينتصف منه، أو ينتصف هو منه إذا كان ظالما له، والإنسان الذي يرى عظمة الكون كيف ينكر البعث، أليس ذلك دليل على عدم استيعابه لحقائق الكون؟ أو ليس من العبث أن يعيش الإنسان ضالا مضلا ويترك؟ ولكن هل من المستحيل على خالق هذا الكون أن يعيده كما كان؟! إن إنكار البعث في الحقيقة هو إنكار للمسؤولية، وجحد للأمر المفترض اتباعه، ومن هنا فإن إنكار الحقيقة الواضحة يسمى كفرا.


[1] تفسير العياشي: ج 2 ص 203.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست