(وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)
ما علاقة الأرض بالجبال، وما علاقة الأنهار بالجبال، وما علاقة النبات بالأنهار.
هذه أشياء مختلفة لكن كل واحد يخدم الآخر، ألا يدل ذلك على وحدة الصانع، وأن
الأشياء مهما اختلفت فهناك رابط دقيق يربط بين عناصر الكون. فالنبات له دلالة
كبيرة إذ لم يخلق من النبات جنساً واحداً، بل من كل نوع من النبات جنسين ذكر وأنثى
ليتم التناسل والتكاثر، ألا تكمن حكمة الله في ذلك؟!.
(يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ) وهذا
الاختلاف دليل آخر على وحدانية الله سبحانه، وأما لماذا قال بأن الليل هو الذي
يغشي النهار، فلأن الأصل في الحياة هو الليل، فتأتي الشمس لتبدد هذا الظلام بعضا
من الوقت، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فان الليل والنهار لهما فوائد جمة لا
يدركها إلا العاقلون، والإمام الصادق عليه السلام يفصل ذلك للمفضل بقوله
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
إن آيات الله في الكون مبثوثة، وروحك عطشى إلى معرفة الحقيقة، ولكن الحقيقة لن
تأتي إليك إلا حين تذهب إليها أنت، فأنت بحاجة إلى إعمال ذهنك وتفكيرك كي تفهم
وتتعض من هذه الآيات، والتفكير يعتمد على تحريك العقل واثارة دفائنه، وربط الأشياء
ببعضها، وربطها كلها بخالقها ومدبرها.
آيات لقوم يعقلون
[4] (وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ)
إن الأرض تحتوي على قطع متجاورة يختلف بعضها عن بعض، فبعضها أرض سبخة، وبعضها أرض
زراعية، وبعضها صخرية .. وهكذا .. وقد جاء في الحديث عن العياشي