responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 17

مكتوب في الكتاب الواضح، والله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وكانت سلطته وقدرته مهيمنة على الماء المخلوق الأول الذي جعل منه كل شي‌ء حي. وحكمة الخلق هي ابتلاء الناس ليعلم من هو الأحسن عملا، فيجازى في الآخرة، بينما لا يؤمن البعض بالآخرة، ويزعمون أنها سحر مبين، الغاية من طرحه تمويه الحقيقة، أما لو أخر الله عنهم عذاب الدنيا الذي هو طريق آخر لتنبههم فستراهم ينكرونه أصلًا، ويقولون: ما الذي يحبس العذاب عنا ما دمنا مستحقين له، ولا يعلمون أن العذاب لو نزل بساحتهم فلا يصرف عنهم، وسوف يحيط بهم ذلك الذي كانوا به يستهزؤون.

بينات من الآيات

إحاطة علم الله‌

[5] الكفار يثنون صدورهم، استخفاء للحقيقة، فتراهم يسرون في قلوبهم وكأنهم يطوون صدورهم فوق الشر، ويعطفونها عليه، أو كأن المرء منهم حين يريد أن يقول سراً ينحني وينثني- تبعا لذلك- صدره، ولكن هل ينفعهم ذلك شيئا. كلا .. لأن الله عليم بسرهم وعلانيتهم، وما يتداخل في صدر البشر من شهوات وأهواء وعوامل مختلفة للرفض والإنكار كالاستكبار والجهل واللامبالاة وحب الدنيا والدعة.

(أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ) في اللحظات التي يختلون بأنفسهم تحت غشاء الثياب، حيث يبقى الفرد ووجدانه ويحاكمه وجدانه على إنكاره للرسالة، وكذبه ونفاقه، والله شاهد آنئذ عليه‌ (يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).

[6] وعلم الله محيط بكل شي‌ء وكذلك رحمته، فهو الذي يرزق كل دابة في الأرض، فكيف لا يعلم بها (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) أي يعلم حياتها وموتها .. أو في بيتها وفي رحلتها (كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) مكتوب بوضوح وبتحديد.

الكفار بين عذاب عاجل وآجل‌

[7] فالله محيط علما ورحمة بما في الأرض من دابة، وقبل ذلك خلق السماوات والأرض في ستة أيام خلقا بعد خلق، فارضاً هيمنته وسلطانه على الكون، وفي ذات الوقت ناشراً رحمته‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست