responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 165

هدى من الآيات

انتهت قصة يوسف عليه السلام، وبقيت عبرتها المتمثلة في طبيعة البشر المعاندة للحق، فأكثر الناس رغم حرص الرسول وأصحاب الحق ليسوا بمؤمنين، ويحسبون أن الرسالة خسارة بينما هي ذكر. وتوجيه للعاملين إلى الحق الذي غفلوا عنه، وكم هي الآيات المنتشرة في السماوات والأرض يمرون عليها، دون أن ينتفعوا بها بل هم معرضون عنها. إن إيمان أكثرهم مخلوط بالشرك. وبالتالي فهو ليس بإيمان. ولا يدري هل هم قد أخذوا صك الأمان من عذاب الله الذي يشملهم إذا جاء ومن الساعة التي تأتيهم فجأة في الوقت الذي هم لا يشعرون.

ولكن الرسول يدعوهم إلى سبيل واضحة هي الدعوة إلى الله على بصيرة ورؤية واضحة له ولمن يتبعه، وهي بصيرة التوحيد وتنزيه الله عن أي نوع من انواع الشرك. وهذه كانت رسالة الله من قبل التي نزلت على رجال من أهل القرى، فلماذا لا يسيرون في الأرض ليروا ماذا كانت نهاية أولئك السابقين وليعرفوا أن الدار الآخرة أفضل للمتقين؟ فلماذا لا يعقلون والحقيقة واضحة؟.

لقد أرسل إليهم رجالا فبلغوا رسالات الله فلم يستجيبوا لهم حتى إذا بلغوا درجة اليأس، وظنوا أنهم قد كذبوا فعلا جاءهم نصر الله، فنجى ربنا من شاء بينما لم يقدر أحد على رد بأسه سبحانه عن المجرمين. إن هذه هي عبرة قصص السابقين التي يستوعبها أولوا الألباب والعقول، وليس حديثا يمكن أن يفترى إنما هو كلام حق يصدق الأحاديث السابقة ويفصل كل شي‌ء ويهدي المؤمنين، ويفلح به المؤمنون.

بينات من الآيات

البشر وطبيعته‌

[103] مبدئيًّا يجب على كل إنسان أن يكون مؤمنا. إذ أن الله أودع فيه العقل وأنزل له الهدى. أما عمليا فإن قليلا من الناس يرتفعون إلى مستوى الإيمان، كما أن قليلا منهم يستفيد من طاقة العلم ومن كنوز الإرادة التي استفاد منها كبار العباقرة من أبناء آدم. من هنا لا يجوز لصاحب الرسالة أن يصطدم بسبب عدم إيمان أكثر الناس. بل عليه أن يشكر الله كثيرا لإيمان من آمن منهم لأنه قد وفق أن يكون سببا لصعود طائفة من أبناء البشر إلى هذه القمة السامقة برغم الصعاب‌ (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ).

[104] ولا يدل عدم إيمان الناس بالرسالة أن مصالحهم تُضرب بالرسالة، أو أن الرسول يطالبهم بأجر، أو أن الرسالة قد هبطت لطائفة خاصة فقط. كلا .. (وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِين).

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست