responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 160

أولًا: لأنهم إعتقدوا أن أمل يعقوب نابع من حبه العميق لأبنه يوسف.

ثانياً: لأنه لم يكن معقولا عندهم أن يجد أحد ريح ابنه من بعيد خصوصا من مسافة عشرة أيام سيرا لذلك قال يعقوب (لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ) أي تضعفون رأيي. وتحاولون إبطاله .. ويبقى هذا السؤال: هل أن الحاسة السادسة .. التي هي قد تكون تركيزا لمجمل القوى العلمية عند البشر هي التي كشفت ليعقوب تحرك العير بقميص يوسف. أم إنه كان إعجازا غيبيا؟!

[95] وبالرغم من أن يعقوب أكد لهم أن تفنيدهم لرأيه لا يضطره إلى تغييره، وهو متشبث برأيه بالرغم من مخالفتهم وبالرغم من ذلك نجدهم يؤكدون له معارضتهم ويحلفون بالله أنه في ذات الضلالة القديمة التي كانت عنده.

(قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) حيث أنه لا يزال ينتظر ابنه الذي ضاع في دنيا المآسي، وفي عالَمٍ بُعد الإنسان فيه أقل قيمة من أي شي‌ء آخر.

فارتدَّ بصيراً

[96] ما لبث أن وصل البشير يحمل قميص يوسف. وربما بعد عشرة أيام من السير الحثيث لقطع المسافة بين فلسطين ومصر .. فأخذ القميص وألقاه على وجه يعقوب فعاد إليه بصره ربما بسبب الفرح الذي طرأ بصورة مفاجئة أو بسبب غيبي إلهي‌ (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) حيث علم يعقوب بتفسير رؤيا يوسف إنه يبقى حتى يصبح ملكا تخضع له أعناق إخوته كما علم بالغيب أن يوسف لم يمت ولقد وعده الله بإعادته إليه.

[97] وهنالك فقط اعترف إخوة يوسف- ويبدو أنهم الباقون منهم عند أبيهم يعقوب- اعترفوا بذنبهم، وطلبوا من أبيهم أن يشترك في الاستغفار لهم‌ (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ).

[98] ووعدهم يعقوب الاستغفار مستقبلا وأملهم في مغفرة ربهم كما فعل يوسف بسائر إخوته! وكما يفعل الصالحون بالمذنبين، والسبب أن اليأس من جنود الشيطان ومن عوامل الانحراف‌ (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

ويبقى‌ سؤال‌ لماذا أخر الاستغفار؟.

والجواب‌: إن للاستغفار شروطا: إصلاح ما فسد والعزم على عدم التكرار، وتزكية

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست