responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 121

يرد التهديد بأن السجن أحب إليه من الفاحشة، واعتصم بالله من كيدهن، وبذلك بيَّن بوضوح أن البشر ضعيف أمام الفتن، وأنه لا يستطيع مقاومتها من دون عصمة الله ودفع الله عنه كيد الكائدين وهو السميع لدعاء عباده العليم بما يضمرون.

وهكذا اعتصم يوسف عن فتنة نساء أهل مصر في تلك الحقبة التي يبدو أنهن قد تعرضن فيها للفساد الخلقي.

بينات من الآيات

في مهب الفساد

[30] يبدو أن المجتمع المصري كان قد تعرض آنئذ لموجة فساد عريضة وجاءت قضية يوسف تفضح الحالة المتردية التي بلغها المجتمع، وكانت كالقشة التي قصمت ظهر بعير الفساد المثقل بالذنوب.

لقد كان حديث المجالس عندهم الفساد الخلقي. إذ انتشر نبأ مراودة امرأة العزيز ليوسف فتاها، والعامل في بيتها كالنار في الهشيم.

(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ) أي تطلب ممن يعمل عندها الفاحشة ليفجر بها.

(قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً) أي دخل حب يوسف شغاف قلبها، واستولى على فؤادها، وإذا كان المجتمع سليما من الناحية الخلقية؛ إذن لم يرض بإشاعة الفاحشة، ونشر أنباء الفساد؟!.

(إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)

يبدو أن النسوة كن يرين ضلالة امرأة العزيز لا لأنها تفعل الفاحشة، بل بسبب هبوطها إلى مستوى فعل الفاحشة مع فتاها وهو من عنصر آخر غير عنصرهم.

[31] وعرفت امرأة ملك مصر أن النسوة يتآمرن ضدها، ويتخذن من قصة عشقها وسيلة للحط من شأنها، فأرادت أن تورطهن في حب يوسف لتنقذ نفسها من المشكلة، فأرسلت اليهن وهيأت لهن مائدة، واعطت لكل واحدة منهن سكينا، وأمرت يوسف بأن يدخل عليهن‌ (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) المكر لغة: هو التوصّل بالحيلة إلى ما يراد، وإنما سميت الإشاعة التي بثتها النسوة حولها مكرا لأنهن أردن شيئا آخرا من الإشاعة. ربما إسقاط هيبتها أو محاولة الوصول إلى يوسف، ومعرفة سبب ولهها به.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست