وهذه الصفات لو تدبَّرنا فيها قليلًا لرأينا أنها تعني الحقيقة التي
تساعد العقل على التفكّر، والقلب على التدبر، وليس هناك ما يلغيها ويحل محلها.
الحقيقة الثانية: إنَّ القرآن لايُلغي دور العقل، وإنما هو المثير
لدفائنه والمذكِّر بقيمه ومعاييره. وسنجد هذه الحقيقة جلية لدى التأمل في فروق
التدبر عن التفسير والتأويل والعلاقة بينها.
ما هو التدبر؟
للتدبر بُعدان
البُعد الأول: التفكير العميق المنظَّم الذي يستهدف التعرف على عمق
الشيء.
البُعد الثاني: البحث عن السنن الإلهية التي تذكِّر بها آيات القرآن.
ومناهج التدبر هي آليات للتفكير، ولعلّ جوهرها يمكن في طرح الأسئلة
التي تستحث التفكير في الآيات لينفذ عبرها إلى حقائقها. وليكون الحديث أكثر تحديدا
ينبغي إستيضاح علاقة التدبّر بالتفسير والتأويل.
بين التفسير والتدبر
التفسير في اللغة: هو البيان وكشف القناع عن الشيء، فتفسير الكلام
معناه الكشف عن مدلوله، وبيان المعنى الذي يشير إليه والإهتمام برفع الغموض الذي
قد يكون في الكلام.
وهو بالنسبة للقرآن شرح وتوضيح الآيات القرآنية ذاتها فيما يرتبط
بالقرآن ذاته، حروفه وكلماته وجمله وآياته، وسياق المجموعة التوجيهية في القرآن
وارتباط آيات السورة مع بعضها.