نور الشمس يغمر الأرض فيُضيء الأشياء والأشخاص، ويُظهر الألوان، ثم
يقف دوره عند هذا الحد ليبدأ دور العين بعملية الرؤية والملاحظة، وكذلك القرآن
يؤدي دوره عندما ينشر الهداية ويبيِّن الحقائق، وبعد ذلك تبدأ مهمّة القلب
والبصيرة في إدراك هذه الحقائق واستيعابها، فإذا أقفل الإنسان بصيرته وقلبه فإنه
لن ينتفع بهدى القرآن ولن يعرف الحقائق، تماماً كمن يغمض عينيه فإنه لا يرى
الأشياء رغم سطوع نور الشمس عليها ووضوحها.
وهكذا فإن القرآن لا يلغي دور العقل والتفكّر، ولكن من المتعذر على
العقل أيضاً أن يكشف الحقيقة بدون القرآن، كالعين التي يستحيل أن ترى الأشياء بدون
الضوء، ومن جهة أُخرى فإنّ العقل والتفكّر لايلغيان دور القرآن، كما أن العين لا
تلغي دور الضوء.
إذن أمامنا حقيقتان؛ ينبغي أن نعيهما جيدا
الحقيقة الأولى: حقيقة القرآن (النور والذكر والبصيرة والهدى)