responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 82

منها يتحدث السياق عن القيم الأخلاقية، وهي في سور البقرة ولقمان والأحزاب، أما في سورة الإسراء فإن القيم التشريعية أضيفت فيها إلى القيم الأخلاقية.

وهكذا يكون الكتاب تلك البصائر والأحكام الثابتة التي تعكس سنن الله التي لا تتغير، بينما الحكمة هي القيم العامة والأصول الكلية التي لو عرفها الإنسان عرف كيف يحكم بين الناس في الحوادث الواقعة.

وكانت تلك مِنَّة كبرى إمتنَّ بها الرب تعالى على هذه الأمة، حيث بعث فيهم رسولًا من أنفسهم يتلو عليهم آيات الله (يذكِّرهم بالله ويوقظ عقولهم ويُنمّي معارفهم)، ويزكّي قلوبهم (ويطهرها من الفواحش الباطنية كالكبر والغفلة والحسد والشح)، ويعلِّمهم الكتاب (وفيه كل الحقائق)، ويعلِّمهم الحكمة (الشريعة ومنهج الحكم)، وقد نقلهم الله بنبيه من ظلام الجاهلية إلى نور الإسلام حيث كانوا من قبل في ضلال مبين، قال الله تعالى لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ [1].

وإذا كان الكتاب جملة الحقائق والبصائر، فإن الحكمة هي فقه الكتاب، وتعقّله، ومعرفته بحيث تصدر الأحكام الصحيحة منه، وبحيث ينتظم العيش على أساسه، ويتم تدبير متغيرات الحياة وفق تعاليمه.

القرآن الكريم حِكَمٌ وأحكام‌

الله نور السماوات والأرض، ونوره يتجلى في مشكاة النبوة، ثم في مصباح الإمامة، ويشع على روابي الفقه والإيمان، وأنّى إنتشر هذا النور فسوف لا ينفصل عن معدن التوحيد، أو مشكاة النبوة ومصباح الإمامة.

ولا تكاد تمرّ على آية قرآنية إلا وفيها إسم مبارك من أسماء الله الحسنى، تتصل به معاني الآية إتّصال النور بالمصباح، والحُكْم بالحكمة، والدليل بالحقيقة، والحكمة بالسُّنّة، والسُّنّة بالأسماء الحسنى، وتتدرج حِكَمُ الأحكام بهذا النسق من حكمة أقرب إلى التوحيد، إلى ما هو أقرب إلى الحقائق الواقعة، كل حكمة تتفرع مما هي أسمى منها وأقرب إلى أسماء الله الحسنى.

إنَّ ربنا قرَّب لنا الأمثال، وساق إلينا البصائر، وأنزل الحكمة، وعلَّم الأسماء لكي يفقه عباده دينه، ويعلموا مراده منهم ويعملوا بذلك.


[1] آل عمران: 164.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست