الكثير من الناس يجعلون ثقافاتهم محل عقولهم، وهكذا تراهم يختلفون
فيما بينهم، بينما العقل واحد عندهم جميعاً.
فالعقل بما حباه الله من (قدرة الفهم) يُسلِّط نوره على النص ليفهمه
كما هو بقطع النظر عن معتقدات الإنسان، فثمة فارق بين أن يفهم الإنسان وبين أن
يقبل (الحكم) بما فهمه من النص تسليماً وكلاهما حَسَن.
نعم العقل الفطري وما يمتلكه من موازين واضحة (بديهية) يشكل حائلا
دون الفهم المعوج للوحي. أليس الوحي والعقل هما من منبع واحد؟ كما أن الموازين
الحق تحول دون تحريف الوحي حسب الهوى كما وتكون أبدًا حجة الله البالغة على الذين
يتركون المحكمات ويتبعون المتشابهات إبتغاء الفتنة. والله العالم وهو المستعان.