responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 484

أَنْفُسِكُمْ‌ فكما أن أعداءكم قد انهزموا سابقا بسبب ضعفهم المعنوي والمادي، فكذلك أنتم انهزمتم للضعف‌ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ فليس هو الذي انهزم في المعركة بل أنتم.

[166] وكان الله قادرا على أن يمنع الهزيمة عنكم بقوة غيبية، ولكن لم يفعل بل ترككم وشأنكم، وأذن بذلك في هزيمتكم (أذن بمعنى سمح أي لم يمنع) وذلك لتستفيدوا عبرا كثيرة، منها: تقييم عناصر جبهتكم المؤمنين والمنافقين‌ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ‌.

[167] وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا والتعبير القرآني يستعيض عن كلمة المعركة ب- (يوم التقى الجمعان) لأنه أشد وقعا في النفوس وأقدر على تصوير حقيقة المعنى.

والمنافقون الذين كشفتهم الهزيمة، هم الذين هربوا من مسؤولية القتال، فحينما طُلبوا للحرب أو للدفاع عن دار المسلمين‌ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ‌ فلأننا لا نعلم وقوع المعركة، أو لا نعلم فنون القتال لذلك فانا لا نتبعكم.

وهؤلاء لم يحسبوا أنفسهم جزءا من الأمة، لذا قالوا: لاتبعناكم، وكان الأجدر بهم- حال كونهم جزء الأمة- أن يبادروا بأنفسهم للقتال، لأنه مسؤوليتهم، كما هي مسؤولية سائر المسلمين، والله وضعهم حيث وضعوا أنفسهم وقال عنهم‌ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ‌ لأن الإيمان ممارسة عملية، وبالذات في ظروف تعرض الأمة للخطر، والمؤمن الذي لا ينفع عند الضرورة فمتى يمكن أن ينفع، وكل التبريرات التي يتذرع بها هؤلاء باطلة إذ انهم‌ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ‌ إنهم يقولون (كذبا): إنهم مؤمنون، وإنما لا يقاتلون بسبب جهلهم بفنون القتال. ولكن الله يفضحهم.

[168] ومن صفات هؤلاء أنهم يضخمون خسارة الأمة، ويبثون الدعايات الهدامة، فيقولون عن الشهداء: لو أنهم لم يذهبوا للمعركة لما قتلوا.

أجل ولكن ماذا كان مصيرهم؟ ألم يكونوا يموتون بالنهاية؟! ومادام الإنسان يقتل أو يموت، فلماذا يعظم الموت عند نفسه؟! الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا أي الذين قالوا لإخوانهم: اقعدوا، وهم بدورهم قعدوا، ثم لما قتلوا، قالوا: لو أنهم أطاعوا أمرنا بالقعود لما قتلوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‌.

فما دمتم لا تقدرون على مواجهة الموت، لا تتكلموا عمن يقتل في سبيل الله، أوَلَيس‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست