responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 483

هدى من الآيات

لاتزال الآيات القرآنية تبين واقع الهزيمة، والصبر، الذي يجب أن تستفيد الأمة منه، فتبدأ الحديث بأن الهزيمة في معركة واحدة لا تعني الهزيمة أبدا، إذ إن الأمة التي انهزمت الآن كانت قد ألحقت سابقا هزيمتين بأعدائها، ثم تبين ضرورة الهزيمة لكشف حقيقة الجبهة الرسالية التي انقسمت على ذاتها إلى مؤمنين ومنافقين.

أما المؤمنون فهم الشهداء الذين استضافهم الله في رحمته، والصامدون الذين استجابوا للرسول من بعد ما أصابهم القرح، وأنهكتهم الحرب بجروحها وأضرارها المادية والبشرية.

وعند الحديث عن المنافقين يقسمهم القرآن إلى فئات، بعضهم نتحدث عنه في هذا الدرس، وبعضهم في الدروس القادمة، وهذا التقسيم نابع من أعمالهم. فكل من مارس نوعا واحدا أو اكثر من هذه الممارسات فهو منافق، ذلك أن النفاق ليس حديثا يقال، بل هو عمل. مثل الهروب من المعركة تحت غطاء الجهل بها، وتجبين الناس وتضخيم الخسارة.

والله سبحانه ينعت هؤلاء ليس بالنفاق وحده، بل بالكفر أيضا، بالرغم من ادعاء هؤلاء أنهم مسلمون. ثم يدعوهم إلى مقاومة الموت إن كانوا صادقين، ثم يتحدث عن الشهداء الذين يعتبرهم هؤلاء خسارة.

بينات من الآيات

[165] لماذا تخسر الأمة معركة معينة؟ لسبب واحد هو عدم الإعداد الجيد لها وذلك من الناحية البشرية، وانعدام الروح المعنوية، أو لعدم وجود السلاح الجيد أو لتفكك الجبهة الداخلية، أو ما أشبه.

وأية هزيمة عرفت الأمة أنها من نفسها، ودأبت على استخلاص عبرها ودروسها، فهي أشبه بالنصر منها بالهزيمة، أما الهزيمة الحقيقية، فهي التي يعتبر الإنسان عواملها خارجية، فلا يعتبر بها أبدا.

من هنا فإن القرآن ركز على أن الهزيمة هذه من عند الأمة نفسها، وذلك بعد أن يبين أنها كانت بعد انتصار الأمة في معركتين سابقتين، لتخفيف هول الهزيمة عن النفوس.

أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا أي إنكم أصبتم وأوردتم المصيبة ذاتها بغيركم مرتين في السابق، ثم إنكم مع ذلك وهنتم وتساءلتم قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست