responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 480

والغل أنواع، أبرزها خيانة القيادة في أموال الأمة، والرشوة، والسرقة، والضغينة، كلها غل، وازدواجية، ونفاق، يبتعد عنها القائد وبالذات الرسول، ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ‌ الذين يخونون أمانتهم، ويسرقون أموال الأمة، إنهم سوف يعرضون للحساب أمام الله، حيث يجازون بعدالة تامة.

[162] والطريق الوحيد لمعالجة الغل هو تطهير نفوس القادة، وأن يكون هدفهم من مسؤولياتهم المناطة بهم رضوان الله، وليس الوجاهة عند الناس، أو الحصول على مكاسب مالية أخرى‌ أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ أي ليس سواء الرجل الذي يجعل رضا الله هدفه الذي يحدد مسيرته- والذي يتمثل في اتباع الرسول وقيادته الأمينة- وذلك الرجل الذي يجعل مكاسبه الشخصية هدفه، كالمنافقين الذين يُشيعون حول الرسول الأقاويل الكاذبة، ثم تكون حصيلتهم النهائية، إنهم يعودون بسخط من الله في الدنيا، وجهنم في الآخرة.

[163] ليس المؤمنون سواء، فمنهم من يشبه في بعض مواقفه المنافقين، ومنهم من هو في أعلى القمم، وكذلك المنافقون درجات مختلفة، ويجب ألَّا يساقون بعصى واحدة، بل يحسب لكل فرد منهم أو فئة منهم حسابه الخاص.

ذلك أن الإيمان أو النفاق ممارسة عملية أكثر منها أقوال حدية، والممارسة تختلف حسب الأعمال الإيمانية أو النفاقية، والله يعلم درجات المؤمنين والمنافقين ويحاسبهم عليها حسب أعمالهم‌ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ‌.

[164] القيادة التي يديرها رسول الله، لا تقاس أبدا بالقيادات الجاهلية التي تُشيع الدعايات المغرضة، وعلى الأمة أن تعرف واقع كلتا القيادتين، وطبيعة الإشاعات المغرضة، وألَّا تنساق وراء كل قَوَّال لا يعرف غير صناعة الكلمة الكاذبة والقول الباطل.

على الأمة أن تفكر لدى تقييمها لهذه الإشاعات (وفي ظروف الهزيمة بالذات) تفكر من هو رسول الله؟ وما هي رسالته؟ ومن هم أعداؤه؟

لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ هذا رسول الله الذي أنعم الله به على المؤمنين، حيث بعثه برسالته لكي يربيهم على التقوى، ويعلمهم دستور حياتهم الثابت، ونظام حياتهم المتغير الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، ويخرجهم من ضلالتهم السابقة إلى نور الهدى.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست