responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 451

بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ‌ [1] هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ‌ [2] فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْ‌ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا [3] فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129).

هدى من الآيات

هؤلاء الكفار من أهل الكتاب كيف يجب أن يكون موقف المسلمين منهم؟.

إنه يجب أن يكون موقفا متصلبا، يعتمد على المبدأ، وليس على المصالح، أو الصداقات الشخصية.

إن بعض المسلمين كان يحب أهل الكتاب، باعتبارهم أقرب من الناحية الثقافية، إلى المسلمين من المشركين. ولكن القرآن نهاهم عن ذلك، وبيَّن أن مجرد كفر أهل الكتاب برسالتكم، واتخاذهم موقفا سلبيًّا منكم، يدعوهم إلى اعتبار أي انتصار لكم موجها ضدهم، وبالتالي فهم يتميزون غيظا من أي تقدم لكم، ويفرحون كلما أصابتكم سيئة.

وعليكم ألَّا تهنوا وتدعوا إلى الوحدة مع هؤلاء خوفا من مجابهتهم، بل عليكم أن تلتزموا بالصبر، والتقوى حتى تدفعوا شرهم. وكدليل تأريخي على أن الصبر والتقوى كفيلان بإحراز النصر، يضرب القرآن مثلا من واقع الأمة في حرب بدر، كيف نصرهم الله وهم أذلة، وبالتالي كيف يمدُّ الله المسلمين بالملائكة، لتطمئن قلوبهم، فيحاربون العدو، وينصرهم الله عليه.

وهناك ثلاث نهايات تنتظر العدو: فإما يكسر الله جناحا من أجنحتهم بالحرب، وبذلك يحطم جانبا من قوتهم العسكرية. وإما أن يصيبهم الله بنكسة نفسية، فيعودوا من ساحة القتال، وهم مصابون بخيبة أمل، أنهم لم يحققوا أهدافهم بالرغم من التضحيات التي قدموها، أو أنهم‌


[1] فورهم: اي على الابتداء وقيل: الفور القصد الى الشي‌ء بحدة.

[2] يكبتهم: يخزيهم ويذلهم، وأصل الكبت شدة الوهن الذي يقع في القلب.

[3] ما: ذكر لفض‌ ما لأنها أعم من (مَنْ) فإنها تتناول ما يعقل وما لا يعقل لأنها تفيد الجنس.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست