responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 449

على أعمالهم بالكامل‌ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ‌ وهذه الآية تنفي الرؤية القشرية للانتماء للإسلام بالاعتقاد بأن مجرد أن يكون الفرد يشهد بشهادة الإسلام كلاميًّا فهو مسلم، ومن أهل الجنة. ومن لا يشهد بذلك فيكفر وهو من أهل النار، كلا .. الله ينظر إلى الأعمال قبل الأقوال.

[116] لماذا يكفر من يكفر؟ لأنه يغتر بماله أو أولاده. ولكن ماذا تفعل الأموال والأولاد بعد الموت؟ لماذا يخادعون أنفسهم وإلى متى؟

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ‌ والحديث عن الكفار هنا يأتي بمناسبة أهل الكتاب، الذين كفروا بالرسالة وناصبوها العداء. حيث يبين القرآن الحكيم في الدرس القادم الموقف الذي يجب أن يتبناه المسلمون من الكفار.

إن كثرة الثروة المادية أو الطاقة البشرية لن تغني من الحق شيئا، وعلينا ألَّا نخضع للكفار بمجرد أنهم يملكون الثروة أو الكثرة.

[117] أما أعمالهم وأموالهم وحتى بعض الصالحات التي يقومون بها، فإنها سوف تذهب هباء منثورا ذلك لأنها لا تعتمد على قاعدة صلبة. أرأيت لو أن الدكتور اشتبه في تشخيص المرض منذ البداية ثم أتعب نفسه في اختيار الدواء المناسب، واهتم كثيرا بصنع الدواء، هل ينفعه ذلك شيئا؟ أو إذا ضل الطيار طريقه، فلم يعرف هل عليه أن يتجه يمينا أو يسارا، فهل ينفعه التعب في توضيح الاستقامة في التحليق؟ كذلك الكفار أخطؤوا في فهم الحياة أساسا فلا ينفعهم معرفة بعض الجزئيات. لذلك فكل جهودهم تقع في إطار ذلك الفهم الخاطئ وتصبح هي الأخرى عبثا بلا فائدة مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ‌ وذهبت بكل جهودهم في لحظات، إذ إنهم ظلموا أنفسهم ولم يختاروا مثلًا مكانا مناسبا للزراعة، فهل الله مسؤول عن بعث رياح هوج؟! كلا، إنهم هم المسؤولون‌ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‌.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست