responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 443

ولكن لو لم يكن للشعب العربي أيديولوجية واحدة فإنه يختلف على بعضه في طرق تحقيق الهدف بين الانتماء إلى الكتلة الشرقية أو التحالف مع الغرب أو الحياد الإيجابي وبين الاقتصاد الحر أو الاشتراكية وبين الحزب الواحد أو تعدد الأحزاب، وهكذا.

وكذلك يختلف في أساليب الوصول إلى المصلحة وبالتالي في أبعاد المصير الواحد. من هنا يركز القرآن على أهمية الاعتصام بحبل الله (كتاب الله والقيادة المنبعثة منه) لتحقيق الوحدة، ويذكرنا بظروف العرب قبل الإسلام ويقول وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً الأخوة العربية لم تأت بسبب الدم المشترك أو اللغة الواحدة، أو حتى الأرض، والمصلحة والمصير الواحد، بل جاءت بعد أن منَّ الله عليهم بنعمة الكتاب، فإذا بالفكر يتوحد، والعواطف تتفاعل، وتتحقق الأخوة. ولولا نعمة الكتاب لكانت الخلافات تهددكم بالدمار وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‌ وتعرفون أن الاخوة القائمة بينكم ليست سوى نتيجة الإيمان بالله والاعتصام بحبله، ولذا هي تأليف بين القلوب حيث تتجلى اجتماعيًّا في إطار الأخوة، وليست مجرد تأليف اجتماعي ظاهري.

ويا ليت العرب اليوم تذكروا وحدتهم، وعرفوا كيف كانت ولماذا، وعادوا إلى نعمة الإيمان التي تؤلف بين قلوبهم وتجعلهم إخوة صادقين.

كيف نحافظ على الوحدة

[104] للمحافظة على الوحدة .. لابد من المحافظة على القيم التي وحدت الناس .. والمتجسدة في كتاب الله .. فبدون تلك القيم يتعذر تحقيق التآلف الاجتماعي، ومع فقدان العدالة الاجتماعية كيف يمكن مطالبة المظلوم بالوحدة مع الظالم، ومع فقدان قيمة المساواة كيف يمكن للمستعبَد أن يسكت عن المستغِل .. ومن دون قيمة التقوى كيف تثق الجماهير بالحكام .. أو كيف يثق الحكام بالجماهير.

من هنا ولأجل المحافظة على القيم التي تضمن الوحدة لابد من وجود طائفة نذرت نفسها لله‌ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ‌ وهذه الطائفة يجب أن تكون رمزا للقيم ورمزا للوحدة، لتشكيل قوة معنوية هائلة للمحافظة على الوحدة داخل المجتمع الإسلامي.

[105] وعاد القرآن يأمرنا بالوحدة ويبين أن الاختلاف بعد الإيمان يعقبه عذاب عظيم‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست