responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 441

هدى من الآيات

(وحدة رسالات الله) كان موضوع الدرس السابق، أما موضوع هذا الدرس فهو (وحدة الأمة الإسلامية) التي تتمسك برسالة الله الواحدة، حيث يعالجها القرآن من عدة وجوه أبرزها: أن أهم شروط الوحدة وجود رابطة مشتركة بين أفرادها وفئاتها ورابطة الوحدة الإسلامية كتاب الله والقيادة الإسلامية التي تجسد هذا الكتاب، ومزيد من الاعتصام بهما يعني مزيدا من التفاعل والتماسك، وليس من الممكن أن نطلب الوحدة من دون مبدأ. ونظرة إلى الوراء، إلى الجاهلية، تكشف لنا كيف أن العرب لم يقدروا على توحيد أنفسهم- بالرغم من إيمانهم بالوحدة وبضرورتها الحياتية لهم- حتى جاءت الرسالة فوحدهم الله بها.

ولأن الوحدة مبدئية فلابد أن توجد في الأمة فئة تتطوع للمبدأ، وتدافع عنه، وتراقب مدى تنفيذ الأمة له، حتى لا يتراخى الحبل الذي يشد الأمة ببعضها.

والوحدة المبدئية هي التي يباركها الله ولا يبارك الله وحدة أمة من دون خضوعها لقيم الله، إذ إن الله سيفصل الذين لا يخضعون لقيمه عن المؤمنين في يوم القيامة ويفرِّق بينهم، وسيجعل المؤمنين في منزلة واحدة.

ونحن كذلك يجب أن نفكر في يوم القيامة حيث يفصل الله بين الناس ونطبق في الدنيا القيم الإلهية، والفكرة التي يكررها القرآن خلال حديثه عن الوحدة هنا، هي: أن الخلاف غير المبدئي يساوي الكفر بالقيم التي تربط الأمة ببعضها، فإذا لم يتراخَ حبل القيم الذي يعتصم به الجميع، لا يمكن أن توجد ثغرة بين المؤمن وأخيه المؤمن.

بينات من الآيات

الوحدة بالاعتصام بالله‌

[101] الذين يتبعون أهل الكتاب يكفرون بالرسالة وذلك لأنهم يتركون النبع الصافي إلى الرافد البعيد أو حتى إلى السواقي الملوثة، يتركون رسول الله، وهو منهم وبعث فيهم، ويتركون كتاب الله، وقد نزل عليهم وبلغتهم، يتركونها إلى رسول توفاه الله من زمان بعيد، وإلى كتاب عملت فيه يد التحريف‌ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ أما من يترك الله إلى شهواته فسوف تنحرف به الطرق إلى كل واد سحيق.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست