والذين يتولون عن رسالة الدين ويحورونها عن خطها الصحيح إنما يتبعون
غير دين الله بل دين الأرض، أو العنصر أو اللغة ويقول لهم الله
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ فهم مضطرون
إلى العودة إلى دين الله، إلى سنن الحق الحاكمة على الكون لأنهم لا يمكنهم البقاء
طويلا في مواجهة كل قوى الكون، وإذا ماتوا فهم يرجعون إلى الله.
[84] ما هو دين الله؟.
دين الله دين الوحدة بين جميع رسالات الله قُلْ
آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى
وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ هذا دين الله: الإيمان بما أنزل على
الأنبياء الأسبقين من كتاب، وما أوتي الأنبياء الآخرون من كتاب وحكمة ومعاجز
(وربما كان التعبير ب- أُوتِيَ في الأنبياء
الآخرين للدلالة أيضا على المعاجز التي ظهرت على يد موسى وعيسى عليهما السلام).
[85] وهذا هو الإسلام الحقيقي، الإيمان بالله، وبجميع
أنبيائه، دون تفريق بين كتاب عربي وآخر عبري، بين مكة والقدس، بين عنصر العرب
وعنصر اليهود، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ الإسلام
بمعناه الحقيقي، الذي يعني التسليم لله والإيمان بجميع أنبياء الله دون تفريق
بينهم، الإسلام بمعناه الحقيقي، الذي يعني التعالي على قيم الأرض إلى قيم السماء
والترفع عن حواجز المصلحة، والحساسية والقومية، واللغة، والعنصرية، والإقليمية،
والالتقاء على صعيد الله والحق والحرية والعدالة والمساواة.