responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 429

للحق، والابتعاد عن الذاتية بكل صورها، وعدم استخدام العلم والدين من أجل دعم المذهبية، والعنصرية الضيقة، وبالتالي من أجل حرمان الآخرين واستعبادهم واستغلال ثرواتهم.

إن العالم اليوم يعاني من استخدام تقدم العلم في نشر الدمار في الأرض. إن نصف الأبحاث العلمية في العالم تتركز من أجل صناعة وتطوير آلة الحرب،. والقسم الأكبر من النصف الثاني يُستثمر من اجل السيطرة على الشعوب المحرومة. وهذا بعيد عن رسالة العلم وخيانة لأمانته ومخالفة لعهد الله مع العلماء. وقديما كان الدين يُستغل من أجل الأهداف ذاتها. كان رجال الدين هم الذين حصروا أنفسهم في إطار العنصرية والإقليمية والقومية، وساعدوا- بذلك- الطواغيت في فرض أنفسهم على الشعوب، وفي استغلال واستعباد الشعوب، وفي إثارة الخلافات المصلحية بينها، في حين كانت رسالة الدين الحقيقية واحدة، ورمزا للوحدة ونقطة التقاء بين الناس، وأداة جمع وإصلاح بينهم.

وفي هذه الآية يذكرنا القرآن بهذه الرسالة، عبر الحديث عن الأنبياء، وكيف أن الله تعالى أخذ منهم الميثاق والعهد، بأن يصدق بعضهم ببعض، وأن ينصر بعضهم بعضا، وبالتالي ألَّا يتفرقوا في الدين بأي شكل من أشكال التفرقة، ونجد في الآية تأكيدات شديدة على هذه المواثيق‌ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ أي لأني حملتكم رسالة الدين والعلم، الدين المتمثل في الكتاب، والحكمة المتمثلة في تطبيق الدين على واقع الحياة، والذي يحتاج بالطبع إلى المعرفة بالحياة (العلم) ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ‌ أمرهم بأن يؤمنوا بالرسول، وينصرونه، وجعل الأمر بصيغة مشددة للتأكيد عليه، ثم‌ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي‌، طلب منهم الإقرار. وسمى عهده هذا (بالإصر)- وهو الحمل الثقيل- من أجل بيان أهميته، حتى إذا أقدموا على إعطاء الميثاق يعرفون أيَّ عمل عظيم يقدمون عليه، فلا يمتنعون في المستقبل عن أدائه، قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ‌ إنه بعد الإقرار طلب منهم الشهادة، وكأنه أمرهم بالتوقيع النهائي على ورقة التعهد، كل ذلك من أجل التأكيد على رسالة الدين، والعلم في الحياة.

[82] ثم أكد الله أهمية هذه الرسالة بالوعيد وقال فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ‌ وبالطبع لا يتوانى أنبياء الله عن هذه الرسالة، ولكن أتباعهم هم الذين يتولون وينالون نصيبهم من الفسق، بالرغم من مظاهر الدين التي يتقنعون بها.

[83] هذا دين الله دين واحد، ذو قيمة واحدة، هي قيمة التوحيد والتسليم لله ولا مكان فيه لقيم الأرض أو العنصر واللغة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست