responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 409

طَيْراً حيًّا يطير في السماء كأي طير آخر كل ذلك‌ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ‌ فإذا كان لأحدكم قرصان من بر وشعير، أكل أحدهما فإني أخبر أيهما أكل، بأيهما احتفظ .. كل هذه المعاجز لا يقدر عليها البشر فهل استطاع البشر أن يحول قطعة طين إلى طير حي فيه مليارات الخلايا، وكل خلية معجزة إلهية؟ لا يستطيع البشر أن يصنعوها ولو اجتمعوا عليها. أم هل استطاع كل أطباء العالم أن يحققوا حلم الإنسان بإحياء الموتى؟ ولكن عيسى قدر عليه بإذن الله.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ‌ أما إذا عاندتم فإن ملايين الآيات لن تنفع الجاحد.

وحدة الرسالات في المبدأ والهدف‌

[50] رسالات السماء واحدة، وأبسط دليل على صدقها جميعا هو وحدتها. إذ مستحيل على البشر أن يوحِّد أفكاره بهذه الدرجة، مع اختلاف العصور والظروف والضغوط، والثقافات و، و.

إنك لا تجد كاتبين يتحدان في أصول الفكر، أو في تفاصيله، حتى ولو كانا توأمين ينتميان إلى مذهب واحد، ويعيشان في أرض واحدة، ويعملان من أجل هدف مشترك فكيف بشخصين عاشا في عصرين متناقضين، ويختلفان عن بعضهما في كل شي‌ء، إلا في التفكير؟! هل يمكن ذلك لو لم يكن مصدر الفكر واحدا؟

وبالطبع لم يكن عيسى عليه السلام مقلدا لموسى عليه السلام، بل كان مشرِّعا أيضا، ومطبِّقا لشريعته بإذن الله، وحسب الظروف المختلفة، ولكن مع كل ذلك فقد ظلت أصول فكرهما، وطريقة معالجتهما للقضايا، وأهدافهما التشريعية واحدة لأنهما رسولان من إله واحد ..

وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ‌ للدلالة على صدق النبوة وضمان سلامة التطوير، انه من عند الله‌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ‌.

[51] وأهم وأبرز الأدلة على صدق الأنبياء في دعوتهم، أنهم لا يدعون الناس إلى أنفسهم، بل إلى الله الذي يلزمون أنفسهم بأوامره ويخلصون له العبادة، ثم يأمرون الناس بمثل ذلك وعيسى فعل مثل ذلك، وهو دليل على أنه بشر وأنه رسول، فهو ليس إلها يدعو الناس إلى ذاته، كما أنه ليس سلطانا يفعل مثل ذلك باعتبار أن السلاطين يستحيل أن يدعوا الناس إلى غير أنفسهم‌ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ‌.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست