responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 391

ثالثاً: الفكر العنصري المنتشر فيهم، واعتقادهم أنهم أفضل من غيرهم، لا بأعمالهم إنما بأجسامهم ودمهم ونسبهم.

وهذه الأسباب الثلاثة لا تختص باليهود فقط، وإنما قد تهبط كل أمة مؤمنة إلى دركها، وربما لذلك لم يذكر القرآن اسم اليهود.

بينات من الآيات

كيف يتسافل الإنسان؟

[21] كيف يهبط الإنسان إلى مستوى متدن في الأخلاق ويقتل رجلا لا لشي‌ء إلا لإخلاصه، أو صدقه، ونقاء إيمانه، وحبه لله وللمجتمع. إن الإنسان لا يهبط فجأة إلى هذا المستوى السحيق، إنما في البداية يكفر بآيات الله، وحين يختار موقف الكفر ينضم إلى صفوف المعارضة، وتنمو في قلبه السلبيات الصغيرة .. حقده على رجال الله، حسده من تقدمهم، اعتبارهم أعداء مصالحه، اعتبارهم أعداء وطنه و .. و .. حتى يغطِّي العداء كامل قلبه. وهناك يقدم على تصفيتهم جسديًّا، فيصل به الأمر إلى قتل الأنبياء وهناك يستحق العذاب الأليم .. يقول الله إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‌، إنهم قتلوا الأنبياء والصالحين لأنهم يأمرون بالقسط، بالعدالة، بالمساواة، فكيف يرضى الطغاة والظالمون والمستكبرون بالقسط؟ فلكي يفتحوا طريقهم إلى الظلم كانوا يقتلون رجال الله الذين يضعون من أنفسهم سدًّا أمام رغبات الظالمين.

والعذاب الأليم الذي ينتظر هذه الفئة يتلخص فيما يلي

[22] حبط أعمالهم في الدنيا والآخرة. إذ ماذا تنفع الصلاة مع الظلم، أو الحج مع الاغتصاب، أو إنفاق جزء من ثروة حصلت كلها من طريق غير مشروع.

وبالتالي: ماذا تنفع سائر الواجبات إذ جُرِّدت من روحها الحقيقية وأهدافها الاجتماعية.

ومن هنا قال عنهم ربنا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا إذ لا تعطيهم الوظائف الدينية المجردة عن الإيمان الحقيقي لا تعطيهم المردود الدنيوي الذي لابد أن تعطيه. فالصلاة لا تهذب نفوسهم، والحج لا يحافظ على وحدتهم، والزكاة لا ترفع الطبقية

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست