responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 389

البغي وهو استهداف الظلم واغتصاب حقوق الآخرين، وحين يسود السلام قلب الإنسان، والعدالة علاقات الناس مع بعضهم، فسوف يزول الاختلاف وتنتهي أسبابه من واقعه.

والاختلاف في الدين بمثابة الكفر بآيات الله، إذن ماذا تنفع قشور الدين إذا جُرِّدت من أي مضمون؟ ماذا ينفع الإيمان بآيات الله إذا فُسِّرت هذه الآيات بما يخالف معناها؟ ماذا ينفع الدين الذي اتخذ أداة للبغي، والظلم الاجتماعي، وسببا للاختلاف وضرب الناس بعضهم ببعض؟ من هنا قال الله تعالى وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ‌ وكيف يحاسب الناس الذين يكفرون بآياته؟

بالطبع هناك طرق لا تحصى ولكن أبسطها هو عدم الانتفاع برسالته النيرة، إذ إن الرسالة النافعة هي التي تعرِّف بتفسير الله وبيانه وليست التي تفسرها أهواء الناس والتي تضر ولا تنفع.

فمثلا: حين كانت رسالة النبي عيسى عليه السلام تعني عند تابعيه الإخاء والنشاط والطيب، أعطت المسيحية لهم التقدم والهناء، أما حين أصبحت تعني التعصب والجهل والاختلاف، أعطتهم التخلف والعذاب.

[20] إن الدين يجب أن يُتَّخَذَ أرضية مشتركة للتوافق؟ وبالطبع لا يكون الدين هكذا إلا إذا كان خالصاً ومجردا عن الأهواء المتمثلة في المصالح العنصرية والولاءات المادية، وبالتالي مجردا عن أية صبغة جاهلية، هنالك فقط يكون الدين وسيلة جمع لا وسيلة تفرقة.

متى يكون الدين مجردا عن الماديات؟ حين يكون الإيمان بالله وحده القيمة الاجتماعية، من هنا دعت رسالة السماء أبناء الرسالات السابقة إلى هذه القيمة وقالت‌ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ، إن القرآن جرد الرسول من مسؤولية القبول أو الرد من قبل أبناء الرسالات السابقة، ولخص مسؤوليته في البلاغ لكيلا يرقى إلى نقاء التوحيد في رسالته أدنى شك.

إن الطريق الوحيد للوحدة هو إخلاص كل الأطراف المبادئ الواحدة ذاتها حتى تكون بمثابة بوتقة ينصهر الجميع فيها.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست