بعد أن يذكّرنا الدرس الأول من سورة آل عمران بربنا الذي لا إله إلا
هو الحي القيوم، يبصِّرنا بأن الكتاب الذي نزَّله الله على قلب الرسول حق، وأنه
يصدق ما مضى من كتب، وأن منزله هو الذي أنزل من قبل التوراة والإنجيل، مما يوحي
بوحدة رسالات الله. أو ليست جميعا هدى للناس؟ وأنه لقرآن كريم يفرق بين الحق
والباطل، وينذر الكافرين به بعذاب شديد نازل من عند عزيز منتقم.
والذي أنزل الفرقان حكيم خبير بمصالح عباده، لا يخفى عليه شيء في
الأرض ولا في السماء، وهو الذي يحيط علما بطبائع البشر. أوَلَيس قد صورهم في
الأرحام كيف يشاء. سبحانه لا شريك له وهو العزيز الحكيم.
[1] يصوركم: التصوير جعل الشيء على صورة لم يكن عليها.
[2] الارحام: جمع رحم واصله الرحمة، وذلك لانها مما يتراحم به
ويتعاطف، يقولون: وصلتك رحم.