responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 36

الإنسان في استيعاب المزيد من معارف القرآن، دون أن يمل القرآن عن العطاء، والعطاء بغزارة. كما السحب الخيرة المعطاءة، تفيض الأرض ببركاتها المستمرة دون أن تتوقف هي عن العطاء.

إذن علينا أن نبحر في محيط القرآن الواسع، الذي تتلاشى الشواطئ أمام أمواجه. ونتساءل بماذا نستعين إذن في فهم كتاب الله المجيد؟.

والجواب: بالقرآن ذاته، لأنه لم يترك بعدا في المعارف ألا وأوسعه هدى وبينات ومن أبرزها البعد المختص بمعرفة القرآن ذاته.

فما هو القرآن وكيف وصف القرآن نفسه؟.

أكثر من مائة آية تبين خصائص القرآن. وإذا أضفنا إليها عشرات الآيات التي تحدثنا عن الشؤون المختلفة للقرآن الحكيم، فإنها ستكون ذخيرة علمية غنية نحصل بالتدبر فيها على معرفة واسعة بالقرآن. وبما أننا قد فسرنا هذه الآيات ضمن تفسيرنا الشامل للقرآن، فسنكتفي في هذه البحوث التمهيدية بذكر مجموعة من هذه الآيات لنذكر بعدئذ بعض الأحاديث الشريفة، التي تعتبر بحق شرحا للآيات القرآنية لأنها تستلهم منها النور والبصائر. إذن كيف وصف القرآن نفسه؟.

القرآن نور، القرآن كتاب مبين، القرآن سلام، القرآن صراط مستقيم. هذه هي الصفات التي جاءت في الآية التالية قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ [1].

وفي القرآن بصائر تعطي المؤمن قدرة على رؤية الحقائق مباشرة، ومن دون حجاب.

وفي القرآن هدى يبيَّن الاتجاه السليم في الحياة.

وفي القرآن رحمة وفلاح لمن آمن به واتبع هداه.

هكذا جاء في الآية هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‌ [2] ولابد أن يتفكر الناس، لكي يحصلوا على المعرفة من خلال أمثال القرآن، هكذا يقول القرآن لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‌ [3].


[1] المائدة: 16 15.

[2] الاعراف: 203

[3] الحشر: 21.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست