responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 303

من هنا فالقتال من أجل الحرية والحقوق قتال مشروع، لأنه قتال من أجل المبادئ الرسالية التي تريد تصفية عناصر الفساد، أولئك الذين لا يمكن مهادنتهم لأنهم لا يقفون عند حد معين في فسادهم.

وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا فهم يحاربون المبادئ الرسالية ويحاربون المعتقدين بها، وعلينا أن نقاتلهم دفاعا عن مبادئنا، وألَّا نخضع لأهوائهم التي تشتهي أن تسرق منا قيمنا.

وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ‌ فالارتداد يسلب الإنسان ثمرة الإسلام في الدنيا والآخرة؛ لأن قيمة الإنسان إنما هي برسالته التي يلتزم بها ويدافع عنها حتى الموت.

فإذا تنازل الإنسان عن رسالته فقد تنازل عن قيمته رأسا، إنه إذا يُذل إذلالا، ويُحرم من حقوقه، ويعود مرة أخرى تحت نير الطغاة وخسفهم، وما سلف من أعماله لن ينفعه فقد نقض غزله وهدم بنيانه فهو هباء وكأنه لم يكن، فها هو في ربقة الكفر والظالمين. أما في الآخرة فإن الله يسوقه إلى النار، وحتى عباداته (كالصلاة، الصيام) سوف تحُبط هي الأخرى ويبطل ثوابها. لأنه لم يحافظ على حريته، ولأنه أطاع الطاغوت في أهم أجزاء حياته، وجعل طاعة الله محدودة ببعض الجزئيات. إنه سوف يقضي حياته في النار.

[218] هذا عن أولئك الذين يستسلمون لضغوط الطاغوت، ويتنازلون عن دينهم وحريتهم وجهودهم للعدو، أما الذين يهاجرون في البدء ليشكلوا قوة فلا إحباط (إبطال العمل) فيما لو أخطؤوا جهلا في بعض الموارد، بل غفران الذنوب.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ إن هؤلاء يحدوهم الأمل بالانتصار على العدو في الدنيا، والجنة في الآخرة، وهذا الأمل سوف يتحقق بفضل الله لهم.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست