responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 300

فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا [1] وَجَاهَدُوا [2] فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218).

هدى من الآيات

بالرغم من أن هذه الآيات تبين لنا جوانب من فريضة القتال، إلا إنها ليست مرتبطة بآيات (الجهاد الإسلامي) بل هي متصلة ببناء شخصية الأمة، التي تتميز بالتقوى وبالتمحور حول الحق، في رد الخلافات إلى الإسلام، وأيضا بالاستقامة والتصلب في التمسك بالرسالة، وعدم التهاون فيها رغم الصعوبات التي تعترض طريقها.

ففي الآية الأولى نجد كيف أن الله يبشر الأمة بالأيام الصعبة التي تستقبلها، وينذرها بأنها إذا لم تستقم فيها على الحق فإن الجنة حرام عليها. ثم يتحدث عن الإنفاق باعتباره فريضة مقارنة لأيام الشدة. وبعدئذ يبين لنا أن القتال كره لكم ولكن لابد لكم منه، وأن هدف العدو من القتال هو استلاب دينكم وإعادتكم إلى أغلال الكفر وعليكم أن تصمدوا ضده. ويبشر أخيرا الصامدين في وجه الضغوط بكل خير.

وربما تكون الآية الأولى من الدرس القادم متصلة بالحديث عن الاستقامة والتصلب، إذ إنها تحرم الخمر والميسر وهما أداتا تمييع للأمة، وتسببان إبعادها عن الجدية الرسالية.

بينات من الآيات

[214] حُفَّت الجنة بالمكاره، ومن أراد أن يدخلها فعليه أن يقتحم هذا السور الشائك. ولكن هل يعني ذلك أن أهل الجنة في شقاء دائم؟

كلا. بل يعني أنهم يتمتعون بالقوة والصلابة التي تجعلهم مستعدين لكل الظروف. وهي تعطيهم مناعة من الاستسلام للضغوط، وتحدي محاولات الاستعباد.

أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ عبثا وبلا ثمن ودون أن تكونوا من أهل الجنة الذين امتحنوا بالفتن الصعبة ونجحوا فيها.


[1] هاجروا: الهجر ضد الوصل، يقال: هجره يهجره هجرانا وهجرا وهجرة اذا قطع مواصلته- وهجر المريض يهجر هجراً اذا قال ما يهجر من الكلام. وسموا المهاجرين لهجرتهم قومهم وأراضيهم.

[2] جاهدوا: جاهدت العدو مجاهدة وجهادا اذا حملت نفسك على المشقة في قتاله.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست