responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 298

فتيل الخلافات الاجتماعية المتمثلة في حب الدنيا.

زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا لأنهم لا يأبهون بالدنيا كثيرا، أو لأنهم فقراء ماديًّا أو ليسو من ذوي الحظوة الاجتماعية. في حين أن الحقيقة ان المؤمنين هم الفائزون.

وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والدنيا الفاضلة لا يحصل عليها كل من أرادها، بل هناك سبل يجب السير فيها حتى نصل إلى الدنيا الكريمة ذات النعم المتكاملة، وهي موجودة في آيات الله وفي طليعتها قانون الوحدة (الدخول في السلم كافة) إنه باب يؤدي إلى رزق الله.

ورزق الله في الدنيا متاح بالسعي الحكيم، وليس مربوطا بالإيمان والكفر وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ‌.

[213] وكمثل على ذلك لنقرأ قصة الرسالة الأولى. فالبشر كانوا جميعا على الضلالة بعد أن كانوا جماعة بسيطة ويحيون على الفطرة، ثم تنوع الاجتماع البشري واتسع وتضادت المصالح وتعددت المشارب وانحرفت البشرية، فجاءت رسالة الله، ومن أهدافها الرئيسية توحيد الناس على الحق، ورفع اختلافهم فيه، ولكن اختلف بعض ممن أوتي الرسالة. والسؤال هل لأنهم لم يملكوا ما يرفع اختلافاتهم؟

كلا، بل لأن طائفة منهم تظلم وتبغي على طوائف أخرى، وجاءت الرسالة ضد البغي، فعارضت مصالحهم المؤقتة فقاوموها أشد المقاومة، إذ إن جذر الخلافات هو البغي، وإذا تخلص الناس منه استراحوا.

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ‌ وكانت هذه وسيلتهم لتوجيه الناس، لا المال ولا القوة، بل التبشير بحياة أفضل والإنذار من العذاب (الترغيب والترهيب). وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ‌ كان يريد بعضهم ظلم البعض الآخر فكانوا يختلفون في الأمر، وهنا استفاد المؤمنون بالرسالة في حين خسر الكافرون، والمؤمنون إنما اهتدوا لأنهم رضوا أن يكون الحق مقياسا بينهم‌ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ أما المؤمنون فقد اتخذوا من هدى الله ورسالته أداة لتوحيد صفوفهم، وحل خلافاتهم، في حين أن الكفار لم يفعلوا مثل ذلك، لأنهم كانوا يريدون البغي وليس الحق.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست