responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 263

وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم، باتباعهم الأنداد، وتفضيل الأنداد على الله حين خالفوا أوامر الله ابتغاء مرضاة الأنداد، من أصحاب الثروة والسلطة والمعرفة؛ لو يرى هؤلاء الحقيقة فانهم يكفُّون عن غيهم وذلك‌ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ‌ فإن كان حب الأنداد طلبا للقوة فإن القوة لله جميعا، وإن كان خشية العذاب فإن الله شديد العذاب.

[166] هؤلاء الذين يتبعون من دون الله ويتخذون أندادا مع الله، هؤلاء ضعفاء وخونة، إذ انهم سوف يتبرؤون من التابعين دون أي وازع من ضمير .. ولو يرى تابعوهم تلك الحالة إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا جميعا التابعون والمتبوعون‌ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ‌ إذ لم يجدوا حبلا يعتصمون به ولا ملجأ يأوون إليه.

[167] وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً إلى الحياة الدنيا أو إلى الوراء فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا هذه عاقبة الذي يتخذ من دون الله أندادا يحبهم كحبه لله، ويتبعهم من دون أمر الله، العاقبة هي الندم. حيث يقول: يا ليت الزمان يعود بي إلى الوراء فارفض اتباعهم ولكن هيهات‌ كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ‌ إذ إنهم عملوا أعمالا كثيرة ولكنها كانت أعمالا باطلة بسبب اتباعهم فيها للأنداد، فيتحسرون عليها ولكن الحسرة لا تنفعهم ولا تخفف عنهم عذاب ربهم‌ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ إن الأمة الإسلامية لابد أن تنعدم فيها مراكز القوى (الأنداد)، وتتجه في خط واحد إلى الله، في صراط مستقيم، ولا يتبع أحد فيها أحدا إلا بإذن الله، ويكون حبه لله أشد من حبه لمن حوله من الناس الأقوياء والضعفاء على حد سواء. إنه مجتمع حر بكل ما في الحرية من معنى. وفي الدروس التالية تفصيل لهذه الحقيقة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست