responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 262

إن هذه الآيات تدعونا إلى التوجه إلى الله وحده، ونبذ الأنداد من دونه، وهذه الدعوة تتصل بفطرة الإنسان الراسخة في حب من أحسن إليه، ومن أوسع إحسانا من الله علينا؟!

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ‌ بهذه العظمة والروعة والدقة وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بما فيه من آية الرحمة، والحكمة، والقدرة وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ‌ من نقلهم ونقل أمتعتهم إلى أقاصي الأرض.

وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كيف أنه نَظَّم الحياة بشكل يتبخر الماء، فيتحول إلى سحب تحمله الرياح وتسوقه إلى حيث الحاجة إليه، فتمطر ماءً عذبا نافعا للزرع والضرع، حاملا معه كل ما ينفع الأرض‌ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ذات حياة، فإذا بالنملة وأصغر منها، وإذا بالفيلة وأكبر منها، وإذا بالطيور والسباع والأسماك، كل قد هداه الله إلى رزقه ونفعه، وكل قد خلقه لهدف محدد، ثم وفّر له وسائل الحياة لأجلٍ مسمى.

وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‌ الذين يستثمرون طاقة العقل التي وضعها الله فيهم، وحدهم ينظرون من خلال هذه الآيات إلى رحمة الله الواسعة والدائمة، ويعرفون أن الله هو وحده الجدير بالحب والطاعة والعبادة، وأنه دون غيره من الشركاء يجب أن يُتَّخذ وليًّا.

[165] الذين لايعقلون لا ينتفعون بعقولهم بالرغم من وجودها عندهم، هؤلاء لا يعرفون ربهم، لأنهم ينظرون إلى الكون نظرة جامدة متحجرة لا تتجاوز ظواهر الكون، دون تعمق في دلالات هذه الظواهر. ولذلك فهم لا يؤمنون أو يؤمنون، إيمانا سطحيًّا بالله.

وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ‌ لنظرتهم الجامدة، فهم يقدسون الشمس- مثلا- بدلا من أن يعبدوا الذي خلق الشمس ونظَّم سيرها، وهو الله. لماذا؟.

لأنهم ينظرون إلى ظاهر الشمس دون أن يستدلوا بها على ربها، كذلك فهم يرتبطون بأصحاب المال والجاه والعلم، دون أن يفكروا أن هؤلاء جميعا عباد لله، وأن الله هو الذي أعطاهم هذه النعم، فأولى بهم وأجدر أن يتصلوا بالله مباشرة، ولا يسمحوا لأنفسهم بأن يستعبدها هؤلاء الوسطاء وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ‌ فبالرغم من إنشاء علاقة بينهم وبين أصحاب المال والجاه والعلم، فهم لا يسمحون لأنفسهم بالعبودية لهؤلاء، بل يبقون أبدا مرتبطين بالله ارتباطا أشد.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست