responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 256

إلى المصيبة ذاتها، إنما ينظرون إليها ضمن إطار عام يجعلونها فيه، فهم يتصورون- خلال المصيبة- أنهم مجندون في سبيل الله، قد شروا أنفسهم ابتغاء مرضاته، ولا يجوز لمن باع بضاعة أن يطالب بها. والمسلم الحقيقي لا يفكر في جسده أو في ماله، لأنه قد باعهما سلفا، ثم إنهم يتصورون النهاية السعيدة التي تنتظرهم لو صبروا على المتاعب في سبيل الله.

إن أية خسارة في سبيل الله يجب أن توضع في إطار النظرة التاريخية العامة التي تجعل من الخسارة شيئا تافها أمام المكاسب الكبيرة التي تنتظر الأمة في المستقبل. ثم أليس البشر أساسا لله، خلقه الله لا من شي‌ء، ثم جعله شيئا مذكورا؟ أو ليس يعود إليه بالتالي- عاجلا أو آجلا- فلماذا الجزع من المصيبات وهي لابد منها بصورة أو بأخرى؟!

[157] ما جزاء الصابرين؟ وما ثوابهم؟

إنه صلوات من ربهم، إن الله قريب منهم ويحبهم، ويبعث إليهم ببركاته ويرحمهم، فيخفف عنهم الصعوبات في المستقبل.

إن أول جزاء يتلقاه الصابر من ربه تأييده عند صبره، وتخفيف مصيبته عليه، ودعم معنوياته، ثم تعويضه على خسارته وزيادته من فضله‌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ‌ أما الذين لا يصبرون على المصيبة فهم لا يهتدون إلى الحق، لأن حبهم لذاتهم يحجب عنهم الحقائق، ويجعلهم لا ينظرون إلا إلى جوانب اللين والدعة من الرسالة، وبالتالي يحرمون من بركاتها.

أن هذه هي أهم نواقص الأمة الإسلامية اليوم، حيث كفرت برسالة الله، وهجرت حقيقة الصيام والصلاة، وأعرضت عن الجهاد، ولم تتحل بالصبر، لذلك تخلفت وتجرعت الذل، وتوالت عليها النكبات، ومتى ما أردنا الفلاح فعلينا العودة إلى هذه التعاليم بحزم وقوة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست