responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 246

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ‌.

ثم يحدثنا عن أن القبلة ليست مقدسة بذاتها بل لأن الله أمر بتكريمها. وإذا غَيَّر الله القبلة زالت قداسة القبلة الأولى، وليس لله سبحانه حلول في القبلة حتى تقدس تقديسا دائما.

وبَيَّن مدى العلاقة بين القبلة وشخصية الأمة التي جعلتها مهيمنة على سائر الأمم وشاهدة عليها تراقب مدى تطبيقها لقيم الحق.

وأما القبلة السابقة فكان تشريعها بهدف محدد ومحدود، هو: اختبار مشركي قريش لمعرفة مدى صدقهم في قبول رسالة الله التي تدعوهم إلى اتباع قبلة أعدائهم اليهود.

إذ القبلة التي شرعت للأمة هو المسجد الحرام، الذي له كرامة يعرفها أهل الكتاب ولكنهم يكتمون الحق، انطلاقا من أهوائهم وتفكيرهم العنصري الضيق.

ولقد كان الأحرى بهم أن يطبقوا كتابهم على أنفسهم، لا أن يحرفوا الكتاب حسب أهوائهم. وبالرغم من أن قبلتك حق لا ريب فيه، فلا يعني ذلك أن تتورط الأمة في العنصرية، وتزعم أنها بمجرد التوجه إلى القبلة الحق تكون هي أكرم عند الله من غيرها.

كلا، إن هذه شعائر ظاهرية لا أكثر، ومقياس الكرامة هو التسارع إلى الخيرات، فمن كان أسبق الناس إلى الخير كان أكرم عند الله، وبعد أن يؤكد القرآن التوجه إلى المسجد الحرام يحذر الأمة من الضعف أمام الأعداء أو الخشية منهم، لأن من كان مع الحق يجب ألَّا يخشى أحدا.

بينات من الآيات

الانفصال نقطة الانطلاق‌

[141] وضمن هذا الإطار الفكري، بَيَّن القرآن الحكيم حقيقة هامة هي أننا ومن أجل أن نبني حياة جديدة علينا أن ننفصل نفسيًّا من التأثر بالواقع المعاش، بالرغم من أن للواقع القائم ثقلا هائلا، وضغطا نفسيًّا واجتماعيًّا كبيرا، ولكي يبين لنا القرآن أنكم أمة جديدة ذات قبلة جديدة، ذكر لنا سلفا أن كل أمة لها دورها التاريخي، وواقعها الخاص بها، وعلى الأمم الأخرى أن تستقل عنها، وأن تبني حياتها وفق احتياجاتها وظروفها، ذلك أن الله لا يسألنا عما فعل الآخرون بقدر ما يسألنا عما فعلنا نحن، فإن فعلوا خيرا فلأنفسهم، وعلينا أن نعمل الخير

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست