responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 215

[97] إن عداء هؤلاء مع الرسالة الجديدة ناشئ في الواقع من عدائهم للحق، فهم يعيشون حالة التناقض بين الحق وبين مصالحهم الذاتية، والحق يمثله جبريل ملك الوحي، ملك القضاء قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ‌ فليعرف أن جبريل هو ملك الوحي وأنه يهبط بالكتاب من السماء فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ‌ ولكن جبريل بدوره ليس إلا مأمورا من قبل الله، فهو لم ينزل الكتاب على النبي محمد صلى الله عليه واله من قبل نفسه، بل‌ بِإِذْنِ اللَّهِ‌، والدليل على أنه من قبل الله كونه‌ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ‌ من الكتب السابقة ثم انه هدى وبشرى لمن أمن به‌ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ‌.

[98] إذن فالعداء للحق يصعد إلى العداء لجبريل، ومن ثم لله، وهل يستطيع أن يعادي البشر ربه؟ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ‌ وسوف يعاقبهم الله إذ لا يمكن التفريق بين الله وبين ملائكته أو رسله، ولا بين رسله بعضهم عن بعض.

[99] والقضاء والقدر (السنن الثابتة والمتطورة في الحياة) متمثلة الآن في رسالة محمد صلى الله عليه واله، والتقدير والحكمة الإلهيين وسنن الله في الخليقة تتجلى في الرسالة المحمدية، فرسالات الله ليست بأهواء البشر. وقد أيد نبيه بالعلامات الواضحة والحجج البالغة وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ‌، والذين يخالفونها ويكفرون بالرسالة لا يستطيعون أن يؤمنوا بشي‌ء وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ‌ الذين يخالفون عهد الله.

[100] ولكن إلى متى يخالف الإنسان عهده مع الله‌ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ‌ هو ذلك الفريق الذي يخالف العهد مصالحه، مما يدل على أنهم لا يتبعون الدين ولا يلتزمون بالعهود، بل يتبعون- في الواقع- أهواءهم. بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ‌ بالحق إنما بما تمليه مصالحهم الذاتية وشهواتهم وأهواؤهم.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست