responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 212

يختلف عن كتاب الله الذي أُنزل عليهم.

وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ‌ إنما يكفرون بهذه الرسالة حتى لا يفقدوا زعامتهم ومكاسبهم، والدليل على ذلك أنهم كانوا يقتلون الأنبياء الذين أُرسلوا إليهم للسبب ذاته‌ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ‌.

[92] حتى موسى الذي تدَّعون أنكم تتبعونه كفرتم به مع أنه جاءكم بالبينات الواضحة* وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ‌ ثم كفرتم به، إذن فالتبرير بأن رسالة محمدصلى الله عليه واله نزلت على غيرنا ولذلك لا نؤمن بها تبرير خاطئ، وأن السبب الحقيقي هو المحافظة على المصالح الذاتية التي تعيش في لا وعيكم أو حتى في وعيكم.

أما قصة عبادة العجل في اللاوعي، حيث لم تزل جذور عبادة المال متأصلة في نفوسكم، فكانت مع موسى أول مرة حيث إنكم آمنتم به ظاهرا ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ‌ حيث خدعكم السامري بعد أن ذهب موسى لميقات ربه، ودفعكم شعوركم السابق بقداسة العجل إلى اتباعه.

[93] أما قصة عبادتكم العجل بشكل ظاهر فكانت بعد أن أخذ الله ميثاقكم‌ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا لماذا العصيان بعد السماع؟ لأنهم في الواقع لا يزالون يعبدون المال ورمزه العجل‌ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ‌ حتى أصبح حب العجل في قلوبهم كالماء حين تشربه الأرض اليابسة، يمتزج مع كل ذرة من تراب الأرض، فكيف يمكن فصل الماء عن الأرض. إنه يشبه المستحيل ولكنه ليس مستحيلا لأن الإيمان يمكنه أن يطهر القلب من مزيج الكفر لو وجد هناك إيمان صادق.

وهؤلاء لم يشربوا في قلوبهم حب العجل إلا بِكُفْرِهِمْ‌ الحقيقي، وإيمانهم الكاذب، إذ ليس هنالك إيمان يتعايش مع الكفر، ويأمر به كلا قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ‌ الإيمان الصادق يأمر صاحبه بالتضحية وتصديق الحق أنى كان وبالتسليم لأمر الله. وما عندكم ليس إيمانا بالمرة .. إنما هو كفر ملبس بظاهر من الإيمان.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست