responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 177

هدى من الآيات

كان بنو إسرائيل أمة مؤمنة تشبه إلى حد بعيد الأمة الإسلامية وكان من الطبيعي أن يطرح القرآن الحكيم قضيتهم أمام المسلمين، ليعتبروا بكل صغيرة وكبيرة منها. وعلى لغة: إياك أعني وأسمعي يا جارة ضمَّن القرآن نصائح قيِّمة للمسلمين من خلال حديثه عن بني إسرائيل، وقد يصرح بتلك النصائح تصريحا.

وتبدأ هذه القصة، التي تروي حياة بني إسرائيل، بالتذكير بأهمية نعمة الهداية، ذلك لأن الله سخر ما في الأرض للبشر، وأعطى الإنسان الأدوات الكافية لاستغلالها، ولكن المشكلة التي تكمن في الإنسان هي (الضلالة) الفكرية التي لا تدعه يستثمر طاقاته ليسخر الحياة بها، ولذلك يعتبر إنقاذ الإنسان من ضلالته مفتاحا لاستخدام الحياة وتسخير طاقاتها في خدمته. لقد عاش الإنسان على الأرض دهرا طويلا ولكنه لم يتقدم عمليًّا نحو تسخير الحياة كما تقدم اليوم. لماذا؟ لأنه لم يستثمر من قبل عقله وإرادته وقدرته.

ولكن يبقى السؤال لماذا لم يفعل ذلك؟ والجواب: لأنه (ضل) وانشغل بالتوافه والجدليات الفارغة.

بينات من الآيات

[40] إذن كان لابد من إنقاذ الإنسان من ضلاله قبل توجيه طاقاته إلى الحياة، وهذا الإنقاذ هو أكبر نعمة لله عليه. من هنا قال الله لبني إسرائيل يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ‌ إنها نعمة الهدى التي تؤدي بالطبع إلى سائر نعم الحياة، ولكن نعمة الهدى ومن ثم سائر النعم لا تبقى إلا بعد التمسك بها، والوفاء بالتزاماتها. من هنا قال ربنا لبني إسرائيل وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‌ أي تمسكوا بالهدى، أعطيكم سائر النعم.

ولكن الإنسان قد يتنازل عن نعمة الهدى تحت طائلة الخوف من الطبيعة، الخوف من الطواغيت، الخشية من ضياع الشهوات وهكذا ..

ولكنه لا يعلم أن ابتعاده عن الهدى سوف يجره إلى مصاعب أكبر مما يخشى منه، ولذلك يذكرهم القرآن بالقول وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ‌ لا تخشوا الطبيعة أو الناس أو الشهوات بل اخشوني وحدي، وإذا زالت الخشية من الناس وتحرر الإنسان من الخوف، زالت العقبة الأساسية التي تعترض طريق الإيمان، ولكن تبقى عقبة العادة التي لابد من تجاوزها.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست