في حوار جرى بين الله وبين ملائكته، نجد أن الملائكة اعترضوا على
الله وتساءلوا: لماذا يخلق الإنسان؟ وقالوا: إنه سوف يقوم بالخطيئة، فعرفهم الله
الحقيقة وكيف يحمل الإنسان العلم والقدرة، وهما ميزتان كافيتان حكمة وهدفا لخلق
الإنسان.
ماذا تعني كلمة الخليفة؟ يبدو أن الأرض كانت مسكونة فأبيد سكانها
فأراد الله أن يجعل فيها من يسكنها من خلفهم، أي من بعدهم. وكذلك فإن الكلمة لا
تعني أن الإنسان خليفة الله أي نائب الله ووكيله في الأرض، إذ إن الله لم يمت حتى
يخلفه أحد.
ولكن كيف عرف الملائكة: أن الإنسان سيفسد في الأرض؟ هل عرفوا ذلك
بالقياس إلى
[1] ازلهما: الزلة والخطيئة والمعصية والسيئة بمعنى واحد وضد
الخطيئة الاصابة، يقال: زلت قدمه زلا وزل في مقالته زلة، والمزلة مكان الزلل،
والصل في ذلك الزوال، والزلة زوال عن الحق، وازلة الشيطان ازاله عن الحق.
[2] اهبطوا: الهبوط والنزول والوقوع نظائر وهو التحرك من علو الى
اسفل، وقد يستعمل الهبوط بمعنى الحلول في المكان والنزول به، قال تعالى
اهْبِطُوا مِصْراً.
[3] مستقر: القرار الثبات، والمستقر يحتمل ان يكون بمعنى
الاستقرار ويحتمل ان يكون بمعنى المكان الذي يستقر فيه.
[4] متاع: المتاع والتمتع والمتعة والتلذذ متقاربة المعنى، وكل
شيء تمتعت به فهو متاع.