حدثنا القرآن الحكيم عن فئات الناس. ثم ذكرنا بالإيمان وأركانه
الثلاثة. والآن دخل في صلب الموضوع وهو تحليل شخصية الإنسان وما ينبغي أن تكون
عليه شخصية الإنسان الفرد والإنسان الجماعة (الأمة).
قصة الخلق الأول
يبدأ القرآن بالحديث عن الإنسان الفرد في هذه المجموعة من الآيات
ولكنه لا يتحدث عنه بصورة مرتبطة بالمفاهيم العامة، بل بصورة رمزية مستوحاة من قصة
حقيقية مرتبطة بالواقع الحي. إنها قصة الخلق الأول التي يفصلها الله في ثلاث
مراحل
أولًا: يتحدث عن منهج التفكير الإيماني وعن الأسباب الواقعية التي
تدعو إلى الكفر بالله (الآيات: 26- 27).
ثانياً: عن خلق الله للحياة وللعالم. وخلق الله للإنسان وتزويده
بالعلم وتحميله مسؤولية الاختيار بعد أن زوده بالإرادة أيضا. ثم قصة الخطيئة
الأولى (الدرس القادم) حيث يوجزها القرآن هنا والعوامل المؤدية إليها.
ثالثاً: عن أن الإنسان اليوم مزود أيضا بالعلم والإرادة وعليه أن
يتحمل مسؤولية أعماله.
وهذه بالطبع عبرة القصة في الدرس القادم. وخلال عرض القرآن هذه
المراحل يكشف لنا عن حقائق كبيرة أخرى.
بينات من الآيات
[26] أخطر شيء يهدد قدرة الإنسان على التفكير السليم
هو الاستياء وهو حالة نفسية.